خاص بالموقع - يقول مسؤول الضابطة الجمركية في مدينة رام اللّه في الضفة الغربية فادي أبو القرن إنه «فخور بما تقوم به الدوريات لمنع تداول البضائع الآتية من المستوطنات الإسرائيلية في السوق الفلسطينية». ويحتفظ في مكان عمله بكميات كبيرة من المشروبات الكحولية والمواد الغذائية ومواد خام أنتجت في المستوطنات الإسرائيلية، وضُبطت خلال دوريات الضابطة الجمركية على مداخل مدينة رام الله التي تعدّ من أكثر المدن تداولاً لهذه البضائع، لوقوعها وسط الضفة الغربية.وفي ساحة مقر الضابطة المتواضع، تظهر كميات من الحديد المصنّع التي صودرت، وقال الضابط إن مصدرها المستوطنات. وكانت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض قد بدأت بحملة واسعة النطاق منذ أشهر، تقضي بمحاربة البضائع الآتية من المستوطنات. وتعمل الحكومة الفلسطينية على إصدار قانون خاص يحظر التداول ببضائع المستوطنات في الأسواق الفلسطينية.
وشرح أبو القرن «نحن كفرع من الضابطة الجمركية نقوم بعملنا في مراقبة وضبط ومصادرة أي بضاعة مقبلة من المستوطنات، تماشياً مع قرار مجلس الوزراء». وأضاف «هذا العمل الذي نقوم به يسهم بالتأكيد في تجفيف المستوطنات، وخصوصاً أننا لغاية الآن صادرنا مئات الأطنان من البضائع التي تأتي من مصانع داخل المستوطنات». وأضاف أن «لدى السلطة الفلسطينية معلومات مفادها أن مصانع إسرائيلية في المستوطنات أغلقت أبوابها أو نقلت مكان عملها إلى داخل إسرائيل، بعدما بدأت الضابطة الجمركية بملاحقة بضاعتها في الأسواق الفلسطينية».
وعلّقت لافتات عملاقة على مداخل مدينتي رام الله والبيرة تدعو إلى مقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية، كتب عليها: «لا تهدم المخيمات وتبني المستوطنات». وقال الضابط إن «الضابطة الجمركية واجهت في البداية رفض التجار الفلسطينيين لمهمتهم، لكنهم بعد ذلك تفهّموا الغاية من ملاحقة بضاعة المستوطنات».
ويعتمد أفراد الدورية في معرفة البضاعة المنتجة على الأوراق الثبوتية التي يحملها التجار، أو على اعترافاتهم، أو من خلال مراقبة الشاحنات ومتابعتها لدى خروجها من مستوطنات مستهدفة.
من جهته، قال الضابط أحمد القاضي، الذي كان على رأس دورية فلسطينية على الطريق بين رام الله والبيرة، إن «أفراد دورية الضابطة الجمركية تلقّوا دورات تدريبية في رصد المنتجات المستهدفة، ولدى كل واحد منهم قائمة بأسماء البضاعة التي تنتج في المستوطنات».
وأوقف أفراد الدورية شاحنة محمّلة بأصناف من المشروبات الكحولية، وطلب الضابط من سائقها الأوراق التي تفيد بمصدر البضاعة التي في حوزته، ثم صعد إلى داخل الشاحنة للتأكد من ملاءمة الأوراق مع البضاعة الموجودة داخلها، فيما وقف صاحب الشاحنة خارجها. وقال صاحب الشاحنة صبحي سعفان (53 عاماً): «أنا سعيد لما يقوم به رجال الأمن». وأضاف «هذا عمل ممتاز، وخصوصاً ملاحقة البضائع الآتية من المستوطنات، لأن اليهود لم يكتفوا بمصادرة أرضنا، بل يريدون إغراقنا ببضاعتهم». وأوضح أن «هذه البضاعة أرخص وأفضل من البضاعة الآتية من المستوطنات».
وبعدما أمضت دورية الضابطة الجمركية نحو ساعتين على المدخل بين رام الله ومدينة القدس، انتقل أفرادها إلى المدخل الشمالي للمدينة المؤدي إلى بلدة بيرزيت.
وقال الضابط فادي أبو القرن إن «أفراد الدورية يتنقلون بين الفينة والأخرى على عدة مداخل خوفاً من تهرّب التجار».
في هذا الوقت، تسعى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى زيارة غزة، خلال جولة لها في الشرق الأوسط هذا الشهر، حيث تسعى إلى زيادة مشاركة الاتحاد الأوروبي في حل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
ومن المقرر أن تزور أشتون كلاً من إسرائيل ومصر وسوريا والأردن في منتصف آذار الجاري، لكنها تتطلع إلى دخول قطاع غزة الذي يحكمه الفلسطينيون لتقويم الاحتياجات الإنسانية هناك. وقالت «طلبت الذهاب إلى غزة، ونحن نقدم قدراً هائلاً من المساعدات لغزة، وإني مهتمة للغاية للتأكد من أن منافع تلك المساعدات تصل».
(أ ف ب، رويترز)