خاص بالموقع- عاد المتهم النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد، للتعاون مجدداً مع المحققين والإجابة عن أسئلتهم وهو يقدّم معلومات مفيدة للاستخبارات، بعدما التزم الصمت أخيراً.
ونقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مصدر لم تحدده أنّ عبد المطلب، الذي كان بداية يتعاون مع المحققين التزم الصمت بعد قراءته حقوق «ميرندا» الأميركية، التي تكفل له حقوقاً قانونية كاملة بموجب الدستور. لكنّه تعرّض لضغط من محققي مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي أي) ووزارة العدل لاستئناف تعاونه.

وقال المصدر إنّ عبد المطلب «بدأ منذ الأسبوع الفائت الإدلاء بأقواله واستمر لعدة أيام»، مضيفاً أنّ المتهم قدّم معلومات استخباراتية «مفيدة».

وأشار المصدر إلى أنّ «المعلومات كانت فعالة ومفيدة، وإننا نتابعها». وأضاف «إنّه بالتأكيد يرى أنّ هنالك محفزات يقدمها نظام العدل الجنائي للتعاون». ولفت إلى أنّ هذه المحفزات قد تتضمن تخفيفاً للحكم.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ عبد المطلب كان قد استجوبه «اف بي أي» لـ50 دقيقة بعد اعتقاله يوم تنفيذه محاولة الهجوم، وقال إنّه تلقى تدريبات من تنظيم القاعدة في اليمن، لكنّه عاد والتزم الصمت.

وكان مدير «اف بي أي» روبرت مولر أخبر مجلس الشيوخ أنّ عبد المطلب يقدّم المعلومات للمحققين.

من جهة ثانية، أجمع رؤساء أجهزة الاستخبارات الأميركية خلال جلسة استماع بالكونغرس الثلاثاء على أنّ احتمالات تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية خلال الأشهر القليلة المقبلة «في حكم المؤكد».

وأجمع مدراء وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي» ليون بانيتا ومكتب التحقيقات الفيدرالية «أف بي آي» روبرت موللر والاستخبارات القومية دنيس بلير وأجهزة استخبارات أخرى أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على أنّ القاعدة لا تزال تمثل أكبر هاجس لأمن الولايات المتحدة. إلا أنّهم اعتبروا أنّ على المجتمع الاستخباراتي أن يركز أيضاً على مواجهة التهديد المتنامي على أمن شبكة الإنترنت.

وتخلل الجلسة جدل ساخن بين الأعضاء الجمهوريين والديموقراطيين حيال التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد وكيفية تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما معها، وتحديداً محاولة تفجير الطائرة يوم عيد الميلاد.

ورداً على سؤال من رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين عن احتمال وقوع هجوم إرهابي على الولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، اتفق المسؤولون مع بلير حين أجاب أنّ هذا الاحتمال «مؤكد».

وفيما جميع قادة أجهزة الاستخبارات لم يذكروا تهديداً محدداً، إلا أنّ شهاداتهم أوضحت أنّ القاعدة تبقى الهاجس الأول، لافتين إلى أنّ إحباط المخططات الهجومية للتنظيم رهن باعتقال كبار قيادات تنظيم القاعدة.

وقال بانيتا إنّ «أكثر ما يثير خوفي ويؤرقني، هو أنّ القاعدة وحلفاءها من الجماعات الإرهابية قد تنفذ هجمات على الولايات المتحدة». لافتاً إلى أنّ التنظيم يكيف أساليبه وأنّه انتقل من استراتيجية تنفيذ هجمات كبيرة بمجموعة من عدة لاعبين، إلى استخدام أفراد ليس لهم أية خلفية إرهابية. واستشهد بعمر الفاروق عبد المطلب الذي ليس لديه تاريخ طويل في العمل مع مجموعات إرهابية.

واعتبر بانيتا أنّ الهجمات الأميركية على المناطق القبلية الباكستانية «قامت بعمل عظيم في إحباط عمليات» القاعدة، وأضاف أنّ «ما يجري الآن هو أنّهم ينتقلون إلى ملاجئ آمنة في مناطق مثل اليمن والصومال».

من جانبه، قال بلير إنّ معسكر غوانتانامو أصبح من أبرز أدوات التجنيد للانضمام إلى صفوف القاعدة، مشيراً إلى أنّ مخططات التنظيم لمهاجمة الولايات المتحدة لن تتوقف حتى اعتقال زعيمه أسامة بن لادن، والرجل الثاني، أيمن الظواهري أو تصفيتهما.

وشدد على أنّ محاكمة المشتبه فيهم بالإرهاب تتطلب مرونة للسماح برد مناسب على كل قضية.

وأضاف بلير أنّ «معلومات حساسة تسرق يومياً من الشبكات الحكومية وشبكات القطاع الخاص، ما يقوض الثقة بأنظمتنا المعلوماتية وبأية معلومة تهدف أنظمتنا إلى إيصالها».

وقال إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تكثف مراقبة أنشطة القاعدة والمجموعات التابعة لها وسط قلق من أنّ التنظيم يركز الآن على «تجنيد عناصر غربيين وأفراد آخرين لديهم إمكانية دخول الأراضي الأميركية».

في المقابل، أعلن ناطق باسم جهاز الأمن الخاص بداغستان أنّ الشرطة قتلت مسلحين اثنين أحدهما مؤسس لتنظيم القاعدة بشمال القوقاز.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن المتحدث أنّ القتيل المصري الجنسية محمد شعبان (49 عاماً) الملقب بسيف الإسلام، قتل خلال اشتباك مع الشرطة في مقاطعة بوتليخسكي، الثلاثاء، كما قتل مسلح آخر وضابط في الشرطة في تلك الاشتباكات.

وقال المتحدّث إنّ شعبان، كان قد شارك في العمليات بأفغانستان في تسعينيات القرن الفائت، كما كان «بالسودان والصومال وليبيا وجورجيا».

وأضاف أنّ شعبان «قدِم إلى الشيشان في عام 1992 للمشاركة في العمليات ضد القوات الفدرالية»، مضيفاً أنّه أسس جناح تنظيم القاعدة بشمال القوقاز مع السعودي ابن الخطاب.

وتشهد جمهوريات شمال القوقاز ذات الغالبية المسلمة وبخاصة الشيشان وداغستان وأنغوشيا زيادة في أعمال العنف في الآونة الأخيرة واستهدفت الهجمات مسؤولين في الشرطة وساسة.

(يو بي آي، رويترز)