كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «وافق مبدئياً على اقتراح أميركي يقضي باستئناف المفاوضات بصورة غير مباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بعد ضغوط دولية شديدة».ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى قولهم إن «عباس وافق مبدئياً على الاقتراح، وسيطالب واشنطن بإيضاحات معيّنة، على أن يُجري بعدها سلسلة مشاورات مع قادة دول عربية، قبل أن يسلّم جوابه النهائي».
وأضافت الصحيفة إن عباس «يميل إلى الرد بالإيجاب على الاقتراح الأميركي في جميع الأحوال، تحسّباً من أن يظهر أيّ رد سلبي للسلطة الفلسطينية».
من جهة أخرى، نقلت «هآرتس» عن موظفين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقدّر أن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ في نهاية شباط الحالي، وأنها ستقود إلى مفاوضات مباشرة وكاملة بعد بدئها بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع».
وكان «بيبي» قد قال للصحيفة خلال لقائه وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، «أريد التوصل إلى محادثات مباشرة مع الفلسطينيين، وليس لدي مشكلة مع المحادثات غير المباشرة. فأنا أتعامل معها على أنها سلّم يتيح للفلسطينيين النزول عن الشجرة».
ما كشفته «هآرتس» بدا مشابهاً لما أعلنه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي يرافق عباس في زيارته إلى اليابان، وإن بوتيرة أخف. إذ قال إن «الفلسطينيين يدرسون إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أميركية»، مضيفاً إنه «يجب أن تركز المحادثات على قضية الحدود»، عازياً ذلك إلى أن «مثل هذه المحادثات ستشمل قضايا المياه والأمن والمخاوف المتعلقة بالقدس».
وتابع المالكي قائلاً إننا «في حاجة إلى معرفة المزيد بشأن ما يدور في خلد واشنطن بشأن نطاق صلاحيات المحادثات غير المباشرة»، موضحاً «نحتاج إلى معرفة ما لو فشلت هذه المحادثات؟ ماذا سيكون موقف الأميركيين وماذا سيفعلون؟». وأكد «أننا لا نستطيع أن نعلن التزامنا مقدماً من دون الحصول على ضمانات بأن هذه العملية ستكون مجدية، وتؤدي إلى نتائج ملموسة. أما إذا كانت الإجابات مقبولة، فسنبحثها مع الزعماء العرب. وإن هم أيّدوها فسيكون ردنا قبول العرض».
كما رأى المالكي أن «لا فرق بين المحادثات غير المباشرة المقترحة والدبلوماسية المكوكية التي استخدمتها لجنة (المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج) ميتشل»، معتبراً أن «فكرة المحادثات غير المباشرة ليست سوى خطوة من واشنطن لحفظ ماء الوجه».
إلى ذلك، وفي مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، جدد أبو مازن تأكيد شرط وقف الاستيطان، وأعلن أن «الطريق باتجاه حل سياسي مسدود. وأنا أوجه تحذيراً إلى العالم: لا تدفعونا إلى فقدان الأمل». ورأى أن لقاءه نتنياهو «مرهون بإسرائيل. نحن كنا نقول دائماً إننا جاهزون للتفاوض عندما تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات توقّفاً تامّاً، وتعترف بحدود عام 1967». إلّا أنه أشار إلى أنه لا يزال «على أمل أن يستطيع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما إعادة الحياة إلى عملية السلام. عليه أن يقنع الإسرائيليين بضرورة إعلان وقف الاستيطان، على الأقل لبضعة أشهر».
(وفا، يو بي آي، رويترز)