صبّ تقرير، أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية وتناول العلاقات الإسرائيلية ــ التركية، غضبه على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، واضعاً إياه في صلب الأزمة بين الدولتين
حيفا ــ فراس خطيب
كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن تقرير أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية عن العلاقات الإسرائيلية ـــــ التركية، قال إن «الأزمة المتمخضة عن إهانة السفير التركي لدى إسرائيل، أوغوز تشيليك كول، ألحقت ضرراً في احترام تركيا»، مشيراً في المقابل إلى أن حكومة أنقرة «عبرَت الخطوط الحمراء»، في ما يتعلق بتعاملها مع الدولة العبرية. ولفت إلى أن رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان لا يتردد في استخدام «التحريض» و«تشجيع اللاسامية بطريقة غير مباشرة».
ويمتد التقرير على سبع صفحات، أعدّه مركز الأبحاث السياسية «مماد»، الذي يعدّ منظومة التقديرات الاستخبارية التابعة لوزارة الخارجية. وقد وُزّع على المفوضيات الإسرائيلية في الدخل والخارج، إضافةً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، وباقي أعضاء منتدى «السباعية» الوزاري.
وأوضح التقرير أن «ما جرى سيرسَّخ في الوعي التركي لوقت طويل كإهانة كبيرة بحقهم». إلا أنه عاد وقال «مع هذا، فإن طريقة تعاطي الأتراك مع الأزمة، من ضمنهم أردوغان، تدل على أن أنقرة تعي جيداً أنها دخلت إلى منطقة الخط الأحمر، وحافة حدود صبر الحكومة الإسرائيلية، ما قد يؤدي إلى خسارتها إسرائيل».
وخصّص معدو التقرير أجزاءً تتمحور حول أردوغان، الذي وصفه التقرير كأنه «مصدر المشكلة» في العلاقات بين الدولتين. وقال «منذ صعود حزبه الحاكم، يسعى أردوغان، ضمن مسيرة متواصلة، نحو تكوين رأي عام تركي، أساسه سلبي في ما يتعلق بإسرائيل». ورأى أن «رئيس الوزراء التركي يفعل هذا بواسطة خط دعائي من خلال وصف المعاناة الفلسطينية في غزة واتهام إسرائيل بتنفيذ جرائم حرب، وصلت إلى حد تصريحات لاسامية وتحريض».
ويرى التقرير أن استعمال أردوغان وتلطيخه لإسرائيل هو بمثابة وسيلة لرفع أسهمه في مقابل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط «المعنية تركيا بقيادتها». وتابع التقرير موضحاً أن أردوغان «يعي أن ثمن زعزعة العلاقات مع إسرائيل رخيص بالنسبة إليه، في أعقاب ميول قلبه الدينية والأيديولوجية». ويضيف إنه بسبب الكاريزما التي يتمتع بها، «يسحب الجمهور من ورائه ويغرس فيه معايير جديدة للخير والشر».
وفي السياق، وللمرة الأولى منذ حادثة إهانة السفير التركي، التقى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي داني أيالون مسؤولاً تركياً من الحزب الحاكم، مفلوط كوبوسغولو. وقال الأول إن «موضوع إهانة السفير التركي لم يطرح لا من طرفي ولا من طرفه». إلا أن هذا لم يمنع الصحافيين الأتراك من توجيه أسئلة إلى أيالون، فقال إنه «غيّر زاوية النظر بالنسبة إلى تلك الحادثة. الدول الصحيّة في المنطقة عليها أن تعدّل من تصريحاتها، وعليها أن تتعامل في ما بينها باحترام متبادل».
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أجواء اللقاء كانت طيّبة مع المسؤول التركي، الذي انتخب أول من أمس رئيساً لمجلس أوروبا. وقال أيالون للموقع إن «اللقاء عقد بأجواء دافئة. وهنأته لانتخاب تركي مسلم لرئاسة مجلس أوروبا للمرة الأولى». وفي ما يتعلق بالوساطة بين إسرائيل وسوريا، أشار إلى أنه «إذا أرادت تركيا أن تكون وسيطة، فعليها أن تظهر توازناً في مطالبها من الجانبين، وفي تصريحاتها في الطرفين»، داعياً إلى مفاوضات مباشرة مع دمشق.