غزة ــ قيس صفديأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، أنها تعاني عجزاً مالياً يهدّد، في حال استمراره، بتقليص بعض خدماتها المقدّمة إلى أكثر من 4.7 ملايين لاجئ فلسطيني، فيما حذّرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير من «كارثة إنسانية» في مخيمات اللاجئين نتيجة الأزمة.
وقال المستشار الإعلامي لـ«الأونروا»، عدنان أبو حسنة، في تصريحات للصحافيين في غزّة، «إن الأزمة المالية للمنظمة الدولية وصلت إلى مستوى غير مسبوق ينذر بتداعيات خطيرة».
وأكد أن موازنة الـ«أونروا» التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين في خمس مناطق، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، وصلت إلى «الصفر»، للمرة الأولى منذ إنشائها قبل 60 عاماً.
موازنة الأونروا وصلت إلى الصفر للمرة الأولى منذ إنشائها قبل 60 عاماً
وقال أبو حسنة إن الموازنة المالية العامة للوكالة للعام المقبل ستشهد عجزاً هائلاً مع زيادة حجم الخدمات، استجابةً للمتطلبات المتزايدة للاجئين، في وقت لم تسدّد فيه الجهات والدول المانحة التزاماتها المالية لدعم الوكالة.
وأكد أبو حسنة أن الأزمة المالية العالمية، وإحجام بعض المانحين عن زيادة تبرعاتهم للوكالة، وعدم وفاء الدول العربية بالتزاماتها، والزيادة في أعداد اللاجئين، في مقابل ثبات الموازنة وتعرّض بعض مناطق العمليات لكوارث، مثل قطاع غزة ومخيم نهر البارد في لبنان، تعدّ عناصر أسهمت جميعها في الأزمة المالية.
وطالب أبو حسنة الدول العربية بالوفاء بالتزاماتها، بأن تدفع ما نسبته 8 في المئة لتغطية الاحتياجات المالية لـ«الأونروا» بانتظام، موضحاً أن الدول العربية لا تدفع سوى 1 في المئة من هذه الالتزامات.
يشار إلى أن أكبر المانحين للوكالة الدولية هي الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وبريطانيا والسويد ودول الخليج العربية واليابان وكندا.
بدوره، حذّر رئيس دائرة شؤون اللاجئين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، زكريا الآغا، من كارثة إنسانية داخل المخيمات الفلسطينية. وقال إن «الوكالة تعاني عجزاً مالياً حقيقياً بنحو 140 مليون دولار من إجمالي موازنتها الاعتيادية للعام الحالي». وأكد أن «عدم تجاوب المجتمع الدولي والدول المانحة مع نداءات المفوض العام للأونروا (كارين أبو زيد) لسد العجز المالي... سيكون له تأثير سلبي في حياة اللاجئين داخل المخيمات».
ورفض الآغا بشدة لجوء الـ«أونروا» إلى تقليص خدماتها أو تجميد العمل في بعض برامجها. وحذّر من أن هناك «مؤامرة» تحاك ضد الـ«أونروا» لإنهاء عملها من جانب «اللوبي اليهودي وبعض الجماعات الضاغطة في الكونغرس الأميركي»، التي تطالب بنقل صلاحيات الوكالة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والدول المضيفة. وأعرب الآغا عن خشيته من أن تكون الأزمة المالية التي تعانيها الـ«أونروا جزءاً من هذه المؤامرة».