بغداد ــ الأخباركشف مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار عن قرار حكومي يمنع القادة الأمنيين من إرسال عائلاتهم للإقامة في سوريا، فيما أعلنت القوات الأميركية أنّها تشارك الدوريات العراقية في حراسة الحدود العراقية ـــــ السورية لمنع تهريب الأسلحة، قبل الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل.
وكانت شبكة «السومرية نيوز» قد ذكرت أنّه طُلِب من القادة الأمنيين نقل أسرهم المقيمة في سوريا إلى أي دولة أخرى. وقال مصدر أمني للشبكة إنّ «تعليمات مركزية صدرت من بغداد، منعت الضباط وقادة الأمن ممن هم برتبة رائد وما فوق من إرسال أسرهم إلى سوريا». وأكدّ أنّ «العشرات من ضباط الجيش والشرطة العراقيين بدأوا بإعادة عائلاتهم، أو نقلها إلى لبنان وعمان».
وأوضح المصدر أنّ «هناك أعداداً كبيرة من أسر الضباط، وممن يحتلون مراكز مهمة في الملف الأمني في محافظة الأنبار، إضافة إلى ضباط الاستخبارات العراقية وقادة الصحوات، يقيمون في سوريا منذ سنوات، كذلك فإنّ الضباط يقضون إجازاتهم الدورية معهم، ويصرّون على بقاء أسرهم خارج البلاد بسبب سوء الأوضاع الأمنية».
ورجّح المصدر أن يكون القرار «خطوة استباقية من قبل الحكومة العراقية، التي تتوقع أن تقوم استخبارات حكومة دمشق بالتحرك تجاه عائلات القادة الأمنيين العراقيين خلال الفترة المقبلة».
وفي السياق، قال ضابط الشرطة في مركز الوليد الحدودي بين العراق وسوريا، محمد العبيدي، إنّ «زهاء تسعين من أسر ضباط ومسؤولين في إدارة ملف الأمن بالمحافظة، وبعضهم من بغداد، عادت إلى العراق أخيراً».
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد اتهم دمشق بالوقوف وراء تفجيرات التاسع من شهر آب الماضي، وطالبها آنذاك بتسليم عدد من القيادات البعثية العراقية التي اتهمتها الحكومة العراقية بتنفيذ العملية.
ومعروف أن عمليات العنف الطائفي التي شهدها العراق في 2006 ـــــ 2007 أدت إلى موجات نزوح داخل العراق وخارجه، إذ تقدرّ المنظمات الدولية عدد النازحين العراقيين إلى دول الجوار العراقي وباقي دول العالم بأكثر من أربعة ملايين نازح.
من جهته، كشف بيان أميركي عن أنّ قوات أميركية تشترك منذ منتصف الشهر الماضي في الدوريات العراقية على طول الحدود العراقية ـــــ السورية، لمنع تهريب الأسلحة قبل الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010.
وقال البيان إنّه «منذ بدأت قوات الدعم والإسناد الأميركية المشاركة في تلك الدوريات، توقفت جميع المحاولات التي يقوم بها المهرّبون على المعابر الحدودية سعياً للدخول إلى العراق، وذلك وفقاً لعدد من المصادر في مديرية قوّات الحدود التابعة لوزارة الداخلية العراقية».
أضاف البيان «من أجل منع تهريب الأسلحة قبل الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010، بدأ الجنود المظليون بتدريب(قوات عراقية) وتنفيذ عمليات مشتركة مع قوات حرس الحدود العراقية التابعة للواء 15 في مديرية قوّات الحدود».
ونقل البيان عن آمر اللواء 15 في الجيش العراقي قوله إنّ محاولات إدخال الأسلحة المهربة عبر الحدود انخفضت كثيراً منذ بدأت القوات الأميركية المشاركة في دوريات حرس الحدود.
وفي المركز الحدودي، ذكر بعض المعتقلين العراقيين، الذين ضُبطوا بتهمة تهريب السجائر، أنّه منذ جاءت القوات الأميركية توقفت حتى عمليات تهريب السجائر.
وقال أحد المعتقلين من قبل قوات حرس الحدود، فضّل عدم ذكر اسمه، «إنّ المهرّبين يعرفون أنّ الأميركيين يراقبون الحدود من السماء».
وتوقع قائد سرية أميركية، النقيب سكوت هاجاس، أن تواصل كتيبته تسيير الدوريات المشتركة وحراسة الحدود مع قوات حرس الحدود العراقية إلى ما بعد الانتخابات العراقية المقبلة.