أبرم وميتشل تفاهماً قوامه «معادلة كلينتون»!يناقش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في القاهرة اليوم، احتمالات استئناف التفاوض مع الفلسطينيين بموجب اتفاق عقده مع واشنطن، على وقع توسّع مشاريع الاستيطان طبعاً

مهدي السيد
رأى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، أنّ «زمن الذرائع انتهى، والوقت حان لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين»، مشيراً إلى أن الظروف نضجت لاستئناف المفاوضات. أمر سيبحثه خلال لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، اليوم.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن نتنياهو قوله، في خطاب أمام سفراء إسرائيل في العالم، إنّ «الوقت نضج لاستئناف العملية السياسية، وسوف أتشاور مع الرئيس مبارك في هذا الموضوع غداً (اليوم)، إذا كانت هناك نية حسنة للسلام من جانب القوى القائدة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل ومصر، وآمل السلطة الفلسطينية أيضاً، وبالطبع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
مواقف تتناقض تماماً مع كلام وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، الذي جزم، في المناسبة نفسها، بأن تل أبيب «لن تتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في العقدين المقبلين. وحتى لو انسحبنا إلى حدود 1967 وتنازلنا عن أجزاء من القدس (الشرقية)، فإننا لن ننهي الصراع».
وسبق كلام نتنياهو عن استنئاف العملية السياسية مع الفلسطينيين معلومات نشرتها صحيفة «هآرتس»، التي اقتبستها عن الرئيس السابق لحركة «ميرتس» يوسي بيلين، كشف فيها عن أن «بيبي» اتفق مع الإدارة الأميركية على أن تُستأنف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967، وأنه يوافق على التفاوض على قضيّتي القدس واللاجئين خلال عامين.
وبحسب بيلين، فإنّ نتنياهو ومبعوثه الخاص للمحادثات مع الإدارة الأميركية المحامي يتسحاق مولخو، أنهيا خلال محادثات أجرياها مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، معظم العمل بشأن شروط استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
الاحتلال يعدّ لبناء 692 وحدة سكنية لإقامة 3 أحياء في القدس خلف الخط الأخضر
وقال بيلين إنه في ما يتعلق بالجدول الزمني للمفاوضات، فإن نتنياهو «أبدى استعداداً لقبول المعادلة الأميركية القاضية بأن تُخصّص مدة سنتين للمفاوضات، لكنه لا يريد التصريح بأن يكون الهدف في نهاية هذه الفترة هو التوصل إلى اتفاق».
وفي ما يتعلق بقضية الحدود، وافق رئيس الوزراء على معادلة وضعتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، يكون هدف المفاوضات بموجبها «إنهاء الصراع والتوصل إلى تسوية بين الموقف الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض يُتّفق عليه، والموقف الإسرائيلي بخصوص دولة يهودية مع حدود معترف بها وآمنة من خلال أخذ التطورات الحاصلة على الأرض والمطالب الأمنية الإسرائيلية بالحسبان».
أما بشأن ملف القدس، فقد أشار بيلين إلى أنّ نتنياهو وافق على أن تكون المدينة أحد المواضيع المطروحة في المفاوضات، لكنه رفض الالتزام بأي شيء قبل بدئها. ووفق بيلين دائماً، فقد أعرب نتنياهو أمام ميتشل عن استعداده للبحث في قضية اللاجئين الفلسطينيين «فقط في إطار متعدد الأطراف». استعداد أرفقه بموافقة على الالتزام بكل الاتفاقيات التي وُقّعت في الماضي، من ضمنها «أوسلو» و«واي بلانتيشين» و«خريطة الطريق».
وفيما نفت السلطة علمها بالاتفاق الأميركي ـــــ الإسرائيلي، أشار بيلين إلى أن نتنياهو رفض تبنّي مبادرة السلام العربية أو دعمها، وتعهّد بالاكتفاء بإطلاق تصريح يقول فيه إن «الطرفين سيأخذان في الاعتبار مبادرات دولية تسهم في دفع عملية السلام مثل مبادرة السلام العربية».
ورأت «هآرتس» أنه ليس واضحاً ما إذا كان نتنياهو قد أطلع رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني على هذه التفاهمات مع الأميركيين عندما اقترح عليها الانضمام إلى حكومته. إلا أنّ تقدير بيلين يفيد بأنّ هذه هي الخلفية الحقيقية لدعوة ليفني، لأن «نتنياهو يتوقّع أن ينسحب اليمين من التحالف إذا ما وافق على شروط المفاوضات هذه».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ وزارة الإسكان أصدرت ثلاثة عطاءات بناء في أحياء في القدس تقع خلف الخط الأخضر. عطاءات رحّب بها نتنياهو، ووضع مبعوثه الأميركيين في تفاصيلها. وينص أمر الإصدار على عطاءات بحجم 692 وحدة سكنية لبناء 3 أحياء في القدس خلف الخط الأخضر: 198 وحدة في بسغات زئيف، و377 وحدة في النبي يعقوب و117 وحدة في حي هار حوما.
وفي السياق، أوضحت «هآرتس» أنّ النيابة العامة أبلغت محكمة العدل العليا أنها تدرس إمكان مصادرة أراض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية، لبناء منشأة للنفايات لمستوطنة عوفرا التي أُقيمت على أرض فلسطينية خاصة لسكان قرية عين يبرود المجاورة.