لا تزال العلاقات المصرية ــ السورية تمضي من سيئ إلى أسوأ، رغم تكهنات بوساطة سعودية بين البلدين عززتها زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان إلى السعودية أول من أمس
القاهرة ــ خالد محمود
نفى سفير سوريا لدى القاهرة، يوسف الأحمد، لـ«الأخبار»، وجود ترتيبات لزيارة متوقعة للرئيس السوري بشار الأسد إلى القاهرة في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وقال مندوب دمشق الدائم لدى الجامعة العربية: «يمكن القول إن العلاقات المصرية ـــــ السورية ليس كما نتمنى لها أن تكون، وإنها تمرّ في مرحلة تفتقد التواصل والتنسيق المشترك نتيجة اختلاف وجهات النظر حيال بعض القضايا والملفات، ولا سيما الملف الفلسطيني، رغم الاتفاق على الأهداف الاستراتيجية العريضة، وهو ما ننظر إليه نحن في سوريا على أنه حتمية تفرضها الظروف الموضوعية، التي تحيط بكلا البلدين، ولا سيما في ما يتعلق بمسألة إدارة الصراع العربي الاسرائيلي، بما يستتبع العمل على إدارة الملفات بطريقة تستثمر اختلاف وجهات النظر لمصلحة الأهداف العريضة، بدلاً من جعل هذه الخلافات سبباً للتباعد وتعميق الفجوة بين البلدين».
وعمّا يشاع عن زيارة وشيكة للرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة، أوضح الأحمد أن «هذه مجرد شائعات صحافية سُرّبت من بعض وكالات الأنباء، لكن ليس لها أي أساس من الصحة على الإطلاق». وأضاف أنه لا معلومات لديه عمّا يشاع عن وجود وساطة تقوم بها السعودية بين القاهرة ودمشق.
في السياق نفسه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، في تصريحات مقتضبة، أن لا جديد في العلاقات المصرية ـــــ السورية، وأن لا معلومات لديه عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري للقاهرة، وذلك رداً على ما نشرته صحيفة «المدينة» السعودية، منسوباً إلى مصادر دبلوماسية مصرية، بشأن اعتزام الأسد القيام بزيارة رسمية للقاهرة في 13 من الشهر الجاري.
أبو الغيط: نتفهم رفض الفلسطينيّين التفاوض في ظل الاستيطان
في هذه الأثناء، قال مسؤول مصري لـ«الأخبار» إن القاهرة لا تزال تتحفّظ على فكرة استعادة الحوار مع دمشق، مؤكداً أن «لدى السلطات المصرية شكاوى محددة من دخول سوريا على خط عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية، أدت إلى تراجع حركة حماس عن توقيع اتفاق كان وشيكاً لتقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس».
في غضون ذلك، قام رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، بزيارة خاطفة ومفاجئة إلى السعودية، دامت ساعات، التقى خلالها الملك السعودي عبد الله. ونقل سليمان إلى الملك عبد الله رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك، سلمه إياها بحضور رئيس الاستخبارات العامة السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز.
إلى ذلك، بحث الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني، في القاهرة أمس، تطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وعقب اللقاء، أكد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جوده، «إننا نرى أن جهد السلام يتعرض لمشكلة حقيقية، وهي تعود أساساً إلى تصميم الجانب الإسرائيلي على عدم الالتزام بخطة خريطة الطريق التي تطالب بالوقف الكامل لعمليات الاستيطان». وأضاف: «من غير المنطقي أو المقبول أن يقال إننا نستطيع المضي في مفاوضات مع استمرار الاستيطان، وبخاصة في القدس الشرقية، ومن هنا فإننا في مصر نتفهم الرؤية الفلسطينية في هذا الخصوص».
وتابع أبو الغيط: «نأمل أن يحصل الجانب الفلسطيني على ضمانات في ضوء ما تحدث به الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (في أيلول الماضي)، بشأن الاستيطان والقدس الشرقية وجهد السلام بصفة عامة». وشدد على أنه «إذا ما قبل الجانب الفلسطيني التفاوض على أساس الشروط الإسرائيلية، فكأنه يسلم القدس الشرقية إلى الجانب الإسرائيلي».
ورداً على سؤال بشأن الضمانات المطلوبة عربياً لمنع إضاعة الوقت، قال أبو الغيط إن «الضمانات يجب أن تأتي من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».