h1>غارات جويّة وصاروخيّة واستعدادات بريّة وإخلاء قرى جنوب السعوديّةيمكن القول إن حرب صعدة دخلت مرحلة جديدة. مرحلة عنوانها التورّط السعودي المباشر بالحرب بذريعة مقتل أحد الجنود السعوديين بنيران الحوثيين، استغلّتها الرياض لشن حملة عسكرية واسعة على الحدود اليمنية، وإعداد الأرضية في مناطقها الجنوبيّة لاحتمال تلقّي ردّ
أعلن دبلوماسيون عرب، أمس، أن السعودية أطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق على الحدود مع اليمن، تهدف إلى إنهاء التمرّد الحوثي. وقال دبلوماسيان، اشترطا أن لا يُكشَف عن اسميهما، أن «الطيران السعودي قصف مواقع داخل اليمن محقّقاً إصابات مهمة بالمتمردين اليمنيّين». كما أشار الدبلوماسيان إلى أن «وحدات من الجيش والقوات الخاصة أُرسلت إلى الحدود الجنوبية مع اليمن، وأن عدداً من القرى الحدودية أُخليت».
في هذا الوقت، قال مستشار للحكومة السعودية إنه لم يتّخذ حتى الآن قرار بشأن إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية، مؤكّداً في الوقت نفسه أن بلاده لم تعد مستعدة لتحمّل المتمردين اليمنيّين.
وقال المستشار، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن العمليات لا تزال مستمرة، «نفّذت غارات جوية متعاقبة. قصف مكثف للغاية على مواقعهم ليس فقط على الحدود بل على مواقعهم الرئيسية أيضاً حول صعدة». وأكد أنه «بعد ما حصل أمس (الأربعاء)، فمن الواضح أن المتمردين قد فقدوا صلتهم بالواقع، ووصلت الأمور إلى حدّ لم يعد هناك سبيل آخر. يجب أن يُقضى عليهم». وأشار إلى أن الغارات الجوية السعودية عبر الحدود، جرتب التنسيق مع القوات المسلحة اليمنية.
أوضح مصدر مطّلع لوكالة «فرانس برس» أن القوات السعودية «كانت تضرب مواقع المعارضة وبقوة». وأضاف إن “القصف مستمر، وتلقّى الحوثيّون ضربات موجعة”، موضحاً أن المواجهة ليست “عملية على طريقة اضرب واهرب، بل عملية مستمرة” قد تشمل التحرك براً “لتطهير” معاقل الحوثيين في شمال اليمن بالتنسيق مع السلطات اليمنية.
وفي السياق، ذكر موقع “إيلاف” الإلكتروني أن الطيران السعودي هاجم معاقل للمتمردين في شمال اليمن. ونقل عن مسؤولين في الحكومة السعودية قولهم إن الطيران قصف متمردين سيطروا على منطقة حدودية داخل السعودية. وأضافوا إن القوات السعودية استعادت السيطرة عليها. وذكر المسؤولون أن 40 متمرداً على الأقل قتلوا في الهجوم.
وأشار موقع “إيلاف” إلى أنّ السلطات أجلت سكان المناطق الحدودية خوفاً من تمدد رقعة مساحة المعارك على الأراضي السعودية. وأضاف إن المناطق القريبة من الحدود تشهد تحركات عسكرية في جميع الاتجاهات.
ووفق معلومات نشرها “إيلاف” في وقت سابق، فإن فرق الاستطلاع السعودية أشارت إلى وجود بين أربعة إلى خمسة آلاف حوثي على الحدود السعودية اليمنية يتحصّنون في المواقع الجبلية المتاخمة لقرى حدودية سعودية. ويذكر أن عدد الوفيات في الجانب السعودي أرتفع إلى حالتين بعد وفاة أحد الضباط متأثراً بجراحه.
بدورها، نقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن متحدث باسم الحوثيين قوله إن الطيران السعودي قصف ستة مواقع داخل اليمن، أعقبها هجوم عنيف على موقع قصف بنحو مئة صاروخ خلال ساعة واحدة. وقال الحوثيون، في موقعهم على شبكة الإنترنت، إن طائرات سعودية قصفت أربعة مواقع بقنابل فوسفورية.
ورغم الإعلان السعودي والحوثي، فإن مسؤولاً في وزارة الدفاع اليمنية نفى أن تكون القوات السعودية قد ضربت أهدافاً داخل اليمن، وقال لـ“رويترز” إن “السعودية لم تضرب أهدافاً في اليمن”. لكنه رفض إعطاء مزيد من التعليقات على التقارير التي تُفيد أن سلاح الجو السعودي هاجم مواقع للمتمردين.
إلى ذلك، أعلن تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” التابع لتنظيم “القاعدة”، في بيان بثّه موقع إسلامي على شبكة الإنترنت، مسؤوليته عن مقتل مسؤولي أمن يمنيّين في كمين بالقرب من حدود السعودية يوم الثلاثاء الماضي.
(رويترز، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)

وأوضح القربي أن “تمزّق اليمن، إذا ما حدث، سيمثّل خسارة ليس لليمنيين فقط، بل للأمة العربية جمعاء، وسيفتح شهية القوى الإقليمية والدولية لمزيد من التمزيق للدول العربية تحت مسمّيات عدة طائفية ومذهبية وعرقية”، مشيراً إلى أن “دعوات الانفصال ستقود اليمن والمنطقة إلى مرحلة جديدة من الصراعات وعدم الاستقرار، التي سيدفع الجميع ثمنها”.
(أ ف ب)