ماذا بعد الرئيس المصري حسني مبارك؟ سؤال لا إجابة واضحة عنه، ويبدو مرتبطاً بأكثر من طرف إقليمي ودولي، برز منها أمس تل أبيب، التي أبلغت واشنطن دعمها لجمال مبارك
رام الله ــ الأخبار
يبدو أن همّ الحكم في مصر ومرحلة ما بعد الرئيس حسني مبارك، ليس حكراً على المصريين، إذ إن الإسرائيليين أيضاً لهم رأي في الملف، الذي من الواضح أنه يقلقهم، بعد تسرّب معلومات عن وثيقة أعدتها الدولة العبرية تحمل توصيات إلى الإدارة الأميركية بشأن مستقبل السلطة في القاهرة. توصيّات تركّز على دعم جمال مبارك لوراثة والده، وتحذّر من وصول غيره إلى السلطة، وخاصة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان.
وذكرت مصادر دبلوماسيّة مطلعة في القدس المحتلة، لـ«الأخبار»، أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تسلمت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما في القدس يوم السبت الماضي، وثيقة تحمل عنوان «رؤية إسرائيل لمستقبل الحكم في مصر». وقالت المصادر إن نتنياهو سلّم كلينتون وثيقة تتحدث عن ما تسميه «مخاطر» بعض القيادات المصرية التي قد تكون مرشحة لتولي الحكم بعد الرئيس حسني مبارك، وترى في أن المرشح الأفضل للسلام هو نجل الرئيس، جمال مبارك.
وذكرت المصادر أن «الوثيقة حذّرت الإدارة الأميركية من التماشي مع مرشحَين اثنين على وجه الخصوص، هما موسى وسليمان، حتى إنها طلبت التدخل لمنع وصولهما إلى الحكم».
وعن وجه الاعتراض على الرجلين، قالت المصادر إن الأول ترى فيه الحكومة الإسرائيلية «غير مناسب لأنه على علاقة مع دول عربية غير معتدلة يمكن أن توصله لفتح اتصالات مباشرة مع إيران وتفعيل الاتصال مع جماعة الإخوان المسلمين». وعن الثاني، تقول المصادر إن «الوثيقة تحذّر من أنه إذا تسلم الحكم في مصر فإنه سيرتب علاقة أفضل بين القاهرة الرسمية وحركة المقاومة الإسلامية حماس ومنظمات العمل الفلسطيني، لأنه على صلة بمعظم قادة هذه الفصائل».
وأوضحت المصادر أن الوثيقة تتحدث عن أن «جمال مبارك سيكون مناسباً للغاية لجهة عدم تخريب العلاقة بين مصر وإسرائيل، وأنه لن يفتح حواراً مع المتطرفين الإسلاميين، وسيدعم خط والده السياسي والسير قدماً في محور الاعتدال العربي».
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية أطلعت منتصف الشهر الماضي دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين على هذه الوثيقة، وكان من المفترض أن تسلم إلى المبعوث الأميركي للمنطقة، جورج ميتشل، لكن إسرائيل ارتأت تسليمها لكلينتون مباشرة لكي تنقلها بدورها إلى الرئيس باراك أوباما. وقالت المصادر إن الحكومة الإسرائيلية رأت في أن «صمت الإدارة الأميركية عن تولي إحدى الشخصيتين (موسى وسليمان) رئاسة مصر سيقلب المنطقة ويدمر عملية السلام مع إسرائيل، وربما الأردن الذي هو من حلفاء مصر».