تجمّع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في رام الله، أمس، لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي يعدّونه زعيمهم التاريخي ورمز قضيتهم.وحيّا الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الذي قاد مسيرة تحرّرنا لعقود»، في المهرجان الذي أقيم في ساحة مقرّ الرئاسة الفلسطينية، فيما غابت الذكرى عن قطاع غزة، حيث اتهمت حركة «فتح» منافستها «حماس» «بمنع أبناء حركة فتح» من إحيائها.
وقال مصدر مسؤول في «فتح»، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «الأمن الداخلي استدعى العشرات من كوادر الحركة في قطاع غزة لمنع أي احتفال بذكرى استشهاد أبو عمار»، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم وزارة الداخلية لحكومة «حماس» المقالة، إيهاب الغصين، مؤكداً أن «الوزارة لم تمنع أحداً، فالوزارة لم تبلّغ أن هناك أي فعالية لإحياء ذكرى أبو عمار».
من جهته، جدد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ناصر القدوة، الذي شدد على ضرورة الوقوف إلى جانب عباس، اتهام إسرائيل بالضلوع في جريمة قتل عرفات، «الذي مات مسموماً».
وشدد القدوة الذي يرأس مجلس مؤسسة ياسر عرفات، في مهرجان إحياء ذكرى رحيله، على أن «إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تصفية عرفات، لأنها حاصرته وحاولت عزله ثم اتخذت قراراً بإزالته، ونفّذت ذلك».
وعبّر القدوة، وهو ابن شقيقة عرفات، عن اقتناع عائلة الرئيس الراحل بأنه «مات مسموماً شهيداً على طريق الحرية»، مؤكداً الالتزام بالعمل على «الحصول على قطعة الدليل الأخيرة لهذا الأمر».
وفي أبرز المواقف التي صدرت في هذه الذكرى، أعلن المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، «أن رحيل عرفات كان بالنسبة إلى حركة فتح فقدان البوصلة الفتحاوية وفقدان مركز القرار، أما بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، فلا شك، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فقدنا رمزاً من رموز المنتمين إلى القضية الفلسطينية».
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، صالح زيدانة، «إن الوفاء للرئيس عرفات يكون باستئناف جهود المصالحة لإنهاء حالة الانقسام المدمرة واستعادة الوحدة والتلاحم من خلال الحوار الشامل، وكل العهد للرئيس عرفات أن نبقى على طريقه وخطاه».
كذلك، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي، خالد البطش، «التمسك بخيار المقاومة الذي سار عليه أبو عمار، وهو دربنا، وإننا متمسّكون بالوحدة التي نادى بها الشهيد أبو عمار و(فتحي) الشقاقي و(الشيخ أحمد) ياسين».
(أ ف ب، معا)