يصعب تحديد عدد المهاجرين اللبنانيّين، على الرغم من أهميّة هذه العمليّة، نظراً إلى أنّ الانتشار اللبناني حيوي على صعيد المؤشّرات الاقتصاديّة ـــــ الاجتماعيّة في البلد الأمّ. وهذه حال معظم المهاجرين من البلدان الفقيرة والنامية حول العالم، الذين ينظر إلى أوضاعهم ودورهم في التنمية تقرير «التنمية البشريّة ـــــ 2009» الذي أطلقه برنامج الأمم المتّحدة في بيروت، أمس. وفي مبادرة لبدء الأبحاث بشأن هذه المسألة وتحفيز انخراط المغتربين في عمليّة التنمية في لبنان، يُطلق برنامج الأمم المتّحدة للتنمية مشروع «عيش لبنان» (Live Lebanon). الهدف هو «حشد جهود اللبنانيّين المقيمين في الخارج في دعم التنمية المحلّية في المناطق اللبنانيّة الأكثر حرماناً، وإسهامهم في القضاء على الفقر والتفاوتات المناطقيّة في لبنان».
ووفقاً للتقديرات الأحدث التي عُرضت في جلسة إطلاق تقرير التنمية الذي يتمحور هذا العام حول الهجرة، بلغ عدد اللبنانيّين المهاجرين للمرّة الأولى في عام 2005، 550 ألف مواطن، وفي عام 2000 كان المهاجرون يمثّلون 40% من عدد سكّان لبنان. هؤلاء المغتربون، الذين يتمركز 27% منهم في بلدان مجلس التعاون الخليجي، أرسلوا في عام 2008 ستة مليارات دولار تحويلات مباشرة (تحويلات رسميّة) مثّلت حوالى 24% من الناتج المحلّي الإجمالي.
وفي إطار مشروع «UNDP»، أُسّس الموقع الإلكتروني www.livelebanon.net (يُطلق في تشرين الثاني المقبل) لكي يتمكّن المهاجرون من المشاركة والتقدّم بهبات إلكترونيّة لمشاريع إنمائيّة في لبنان. وقد يختار المانح مشروعاً في قضاء محدّد أو قرية محدّدة فضلاً عن المبلغ الذي يريد تقديمه». وبحسب ورقة تعريفه المعنونة «التزم وساهم من أجل لبنان أفضل»، سيتطوّر المشروع «على شكل شراكات بين المجتمع المدني والسلطات المحليّة والأجنبيّة والقطاع الخاص والمهاجرين اللبنانيّين».
(الأخبار)