الحصار مستمر... وتخوّف من مواجهات الجمعةفراس خطيببعد ساعات من اعتقاله أول من أمس بتهمة «التحريض على العنف»، أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، الشيخ رائد صلاح، وقد صدر حكم بإبعاده 30 يوماً عن القدس المحتلة. ويذكر أنَّ التحريض على الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية، قد سبق الاعتقال، وظهر جلياً سياسياً وإعلامياً، حين اتهمه مسؤولون رفيعو المستوى في الحكومة الإسرائيلية بـ«التحريض» نتيجة دعوات وجّهها إلى الفلسطينيين للقدوم إلى القدس والدفاع عنها وعن المسجد الأقصى. وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» إنَّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو علم مسبقاً بنيّة الشرطة اعتقال صلاح.
ميدانياً، مرَّ يوم هادئ على مدينة القدس المحتلة، ولا تزال التخوفات قائمة من تجدّد المواجهات، يوم الجمعة. لكنّّ الأوضاع ظلت مشحونة، بينما لا يزال المعتكفون قيد الحصار، لليوم الخامس على التوالي. وقال أحدهم، في اتصال مع «الأخبار»: «لا نزال مرابطين رغم الحصار، والصعوبات ذاتها وما يهمنا الآن ليس الحصار علينا، بمقدار ما هو الحصار على المسجد الأقصى».
وفي السياق، زار وفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أمس، المُعتصِمين المحاصَرين، قبل أن يلتقي الوفد مع إدارة هيئة الأوقاف الإسلامية في مبنى الهيئة. وطالب أعضاء الوفد السلطات الإسرائيلية بالكشف عن أماكن الحفريات التي تقوم بها الجمعيات الاستيطانية في باطن المسجد الأقصى ومحيطه. وقال رئيس جمعية الأقصى للأوقاف الإسلامية الشيخ كمال ريان، من الحركة الإسلامية ـــــ الجناح الجنوبي، إن «اليهود يقيمون كنيساً حول المسجد الأقصى ويجهزون بنى تحتية ويخفون كل شيء عنا».
بدوره، حمّل وزير الأقليات الإسرائيلي، أفيشاي برافرمان، جماعات يهودية متطرفة مسؤولية الأحداث التي وقعت في القدس في الأيام الأخيرة. لكنه حمّل الجانب الفلسطيني أيضاً المسؤولية عن هذه الأحداث أيضاً. ورأى أن اعتقال الشرطة الإسرائيلية لرائد صلاح «يعزز مكانته وجعله بطلاً».
وقال برافرمان، وهو المسؤول الإسرائيلي الأول الذي يدين تصرف المتطرفين اليهود بجزء من المسؤولية، لوسائل إعلام إسرائيلية، إن «اليهود يصعدون للصلاة (في الحرم القدسي) وبعدها ينشر المتطرفون المسلمون الشائعات بأنه جرى كسر الوضع القائم، وأنه سُمح لهم بالصعود للصلاة في جبل الهيكل (أي الحرم القدسي)». وأضاف: «في موازاة ذلك هناك جهات يهودية متطرفة تقوم بأعمال استفزازية تسبب اندلاع مواجهات».