تعاني الزراعة البعلية في لبنان مشاكل مزمنة، إذ إن مستوى الإنتاج عبرها أدنى بنسبة تراوح بين 60% و75% من الزراعة المرويّة، لهذا فإن أسعارها مضاعفة، بحسب ما يقول مزارعو حاصبيا والعرقوب.فقد عقدت الجمعية التعاونية للزراعة البعلية وتربية الشتول والنحل في ميمس وجوارها، اجتماعاً خُصّص لعرض مشاكل الزراعة البعلية مع مزارعي منطقة حاصبيا الذين أعربوا عن استيائهم من واقع الأسواق ووضعهم المادي المتدهور. وأوضح بعض المزارعين أنه في ظل ارتفاع عدد المزارعين والمساحات الجبليّة المستغلة في الزراعة البعلية، وإقبال المستهلك على شرائها، بسبب خلوّها من المقويات العضوية والمواد الكيماوية الضارّة، بات الإنتاج الزراعي البعلي للخضار والفاكهة من أجود ما يعرض في الأسواق المحلية.
إلا أن أسعار المزروعات المنتجة بهذه الطريقة تعدّ مرتفعة، وبالتالي تحتاج هذه الزراعة إلى خفض كلفتها، غير أن غياب الجهات الرسمية المسؤولة عن التعرف، وتقديم الدعم لهذه الزراعة، وإغفالها لها، أسهمت في تعميق المشكلة على الرغم من ارتفاع عدد العاملين فيها واتساع رقعة الأراضي المزروعة بهذه الطريقة.
ويقدّر عدد مزارعي الحقول البعلية في منطقة حاصبيا بنحو 120 مزارعاً، يتوزّع معظمهم في مرتفعات شويا وعين قنيا وشبعا وقاطع ميمس وتلال الخلوات والكفير، وهي مناطق جردية لا تتوافر فيها مياه للري.
وخلص المجتمعون إلى المطالبة بتقديم جرارات زراعية لخفض بدل ساعة الحراثة، وتكثيف الإرشاد الزراعي لمزارعي المنطقة ومدهم بالأدوية الضرورية لمكافحة الأمراض والحيوانات التي تصيب مواسمهم، وتسهيل حصولهم على قروض صغيرة ميسرة لزيادة المساحات المزروعة، وشق طرق زراعية في المناطق الجبلية، وإقامة برك لتجميع المياه لريّ الشتول.
(الأخبار)