مهدي السيّدفجّرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، قنبلة إعلامية ـــــ سياسية، عندما كشفت النقاب عن توصل حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتفاق على موضوع البناء في المستوطنات، بينما بقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشغولاً بتكرار تمسكه بشرط استئناف المفاوضات في مقابل وقف البناء.
وإذا صحّت المعلومات التي كشفتها الصحيفة نقلاً عن نتنياهو، فسيكون هذا الأمر بمثابة «إنجاز» سياسي مزدوج له ولأوباما، بغضّ النظر عن فحواه ومضمونه.
ونقلت «هآرتس» عن نتنياهو قوله لنظيره الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، يوم الخميس الماضي في القدس المحتلة، إنّ المحادثات بين واشنطن وتل أبيب في موضوع البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، «انتهت». وقال نتنياهو لثاباتيرو: «توصلنا إلى حل موضوع المستوطنات مع الأميركيين. لا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك. إذا كنتم معنيين بسماع المزيد من التفاصيل، فاسألوا واشنطن».
عباس: وقف الاستيطان والإجراءات الأحادية الجانب كفيل بعودة المفاوضات
وإذا ما صحّت الأنباء، فستكون هذه المرة الأولى التي يشير فيها نتنياهو إلى حلّ معضلة المستوطنات بين الدولة العبرية وإدارة أوباما. ولمزيد من التأكيد، جزم الوزير دان مريدور، المكلَّف شؤون الاستخبارات، صحّة كلام رئيس حكومته على الاتفاق. وأوضح مريدور، الموجود حالياً في الولايات المتحدة، أنّ «البناء في المستوطنات لم يعد موضع خلاف مع الولايات المتحدة، فقد توصلنا إلى تفاهمات على تقييد البناء في المستوطنات». وكشف أن دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية «قريبتان من التوصل إلى صيغة لتجديد المفاوضات بينهما».
بدوره، رأى وزير الدفاع إيهود باراك أن على تل أبيب أن تتعاون مع أوباما وإدارته، وأن تبلور تفاهماً على فتح المفاوضات في أقرب وقت ممكن «حتى في ظروف غير كاملة، وحتى لو كان ذلك يلزم اتخاذ قرارات حاسمة وصعبة».
وفي محاولة للبحث عن سياق محتمل للاتفاق المذكور، نقلت «هآرتس» عن مصادرها، تقديرها أن نتنياهو كشف «سرّ الاتفاق» مع الأميركيين، في أعقاب تفاهمات توصّل إليها مبعوثاه إسحق مولكو ومايك هيرتسوغ في واشنطن الأسبوع الماضي.
يُذكَر أن هذين المبعوثين عادا في نهاية الأسبوع من واشنطن، بعد تمديد محادثاتهما مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. وبحسب الصحيفة نفسها، فقد تركزت المحادثات على شروط البدء بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى طبيعة إدارتها، وهدفها والجدول الزمني لاستكمالها. ومن المتوقَّع أن يغادر مولكو وهيرتسوغ مجدداً هذا الأسبوع إلى العاصمة الأميركية، حيث لا يزال فريق رئيس المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، موجوداً هناك.
ويُنتظر أن يختم ميتشل محادثاته مع الإسرائيليين والفلسطينيين بتقرير سيعدّه مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن فرص استئناف المفاوضات بين الطرفين، وسيرفعانه إلى أوباما. وسيتضمن التقرير، الذي يُرجَّح رفعه إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل، توصيات بشأن الاستراتيجية التي ستتخذها الإدارة الأميركية بالنسبة إلى المسيرة السلمية. وبعدما يطّلع أوباما على التقرير، من المفترض أن يُلقي خطاباً يعلن فيه الخطوات التالية لدفع المفاوضات قدماً.
على صعيد آخر، انتهز الرئيس أبو مازن لقاءه مع وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكوريسكي في رام الله، ليكرّر موقفه الذي يفيد بأنّ وقف الاستيطان والإجراءات الأحادية الجانب «هو الكفيل بعودة المفاوضات».