يبدو أنّ سعر النفط سيبقى فوق مستوى 80 دولاراً الذي تخطّاه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وخصوصاً في ظلّ ظهور بوادر عن تحسّن الأوضاع الاقتصاديّة في العديد من الاقتصادات حول العالم وخصوصاً في ثاني أكبر مستهلك للوقود الأحفوري، الصين. وخلال الشهر الجاري ارتفع سعر برميل النفط الخام بواقع 10 دولارات تقريباً وبلغ 82 دولاراً، وهو السعر الأعلى الذي يسجّله خلال عام. وفي جلسة التداول في نيويورك أمس، حافظ على مستواه فوق 81 دولاراً. وهذه الارتفاعات المسجّلة، إضافة إلى استمرار الموجة الصعوديّة في الأسعار، ستنعكس ارتفاعات موازية في أسعار مواد الطاقة في لبنان. فتعديل الأسعار صعوداً الذي سُجّل في منتصف الأسبوع الجاري عكس ارتفاعات عالميّة سابقة، وفي الفترة المقبلة ستظهر تداعيات موجة الصعود الأخيرة.هذه الموجة التي يشهدها العالم ترتكز على نتائج أفضل من المتوقّع حقّقتها الشركات الكبرى، وآخرها كانت نتيجة الشركة الأميركيّة العملاقة في قطاع برامج الكمبيوتر «Microsoft» أمس. كمّا أدّى تحقيق الصين نموّاً اقتصادياً بنسبة 8.9% في الربع الثالث من العام الجاري، إلى تدعيم ثقة المستثمرين في شأن الطلب على الوقود.
ومن المعروف أنّ تراجع سعر صرف الدولار أدّى إلى زيادة طلب المستثمرين على النفط الذي ارتفع سعره ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري. فقد أدّت الأزمة الماليّة إلى تراجع سعر البرميل من مستواه القياسي التاريخي عند 150 دولاراً في تمّوز عام 2008 إلى حوالى 32 دولاراً في كانون الأوّل من العام نفسه. أي أنّ نسبة تراجع الأسعار فاقت 75% خلال 5 أشهر فقط.
أمّا الآن، فإنّ المستثمرين والمنتجين على حدّ سواء يعوّلون على استمرار الموجة الصعوديّة، ما يعني «أخباراً سيّئة» للبلدان المستهلكة مثل لبنان، حيث تمثّل الضرائب والرسوم حوالى 40% من سعر البنزين.
(الأخبار)