الاحتلال يحرّض على تنسيق الحركة الإسلاميّة مع «فتح» و«حماس»... واعتداءات على مزارعي نابلسالقدس المحتلة ــ فراس خطيب
اقتحمت قوات الاحتلال، ترافقها طواقم هدم تابعة لبلدية صورباهر جنوب القدس المحتلة، صباح أمس، منزل نمر علي نمر المكوَّن من طبقتين ويضم أربع شقق، مخلّفة وراءها عشرات المشردين من أهل البلدة، الذين باتوا بلا سقف يؤويهم على أعتاب الشتاء، لينضمّوا إلى خيم اللجوء الجديدة في القدس المحتلة.
واندلعت خلال العملية مواجهات بين مقدسيي الحي وعناصر شرطة الاحتلال المعزّزين، أدّت إلى إصابة شرطيين إسرائيليين. لكنّ الاحتلال لم يكتف بهذا القدر، بل هدم أربع شقق أخرى في أنحاء أخرى من المدينة في ضاحية السلام وجبل المكبر وشعفاط.
وبقيت حجّة الدولة العبرية في عدوانها الأخير هي هي: «البناء غير المرخَّص». وكأنّ بلدية القدس اليمينية تصدر التراخيص لمن يطلبها من المقدسيين. وفي مثل هذه الحالة، يجد فلسطينيّو 48 أنفسهم مرغمين على بناء منازلهم كيفما اتُّفق، بما أن التمتع بالمنزل حق إنساني بدائي، لكنّه في الواقع الاحتلالي يتحول صاحبه إلى «مخالف خارج عن القانونويبدو جليّاً أنّ بلدية القدس تسعى إلى فرض أمر واقع على المقدسيين من أجل تهويد مدينتهم، متّبعة أسلوب هدم المنازل إلى جانب أساليب أخرى، منها سحب هوياتهم وعزل أجزاء فلسطينية منها إلى خارج جدار الفصل العنصري، في مسعى يهدف إلى «حسم المعركة الديموغرافية» لمصلحة اليهود. هكذا، يبدو جلياً أن هدم المنازل يندرج في خانة ما كان مسؤولو البلدية قد أعلنوه أخيراً، وهو هدم ما يقارب 150 منزلاً.
وقال المسؤول السابق عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر، لـ«الأخبار»، إنّ «هناك خطة تصعيدية إسرائيلية تستهدف كل القدس وعلى مستويات عديدة»، مشيراً إلى أن الاحتلال «يستهدف وجود الفلسطينيين لأسباب ديموغرافية بواسطة هدم المنازل، ويستهدف الطابع الديني والحضاري من خلال محاولات المستوطنين فرض أمر واقع في المسجد الأقصى، إضافة إلى إجراءات تعسّفية أخرى تمارس ضد الفلسطينيين». وأوضح أنّ هذه الممارسات تخدم «هدفاً واحداً وهو إلغاء الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس، وتحويلها ليس فقط إلى عاصمة سياسية، إنما عاصمة دينية لكل اليهود في العالم». واعترف المسؤول الفلسطيني السابق بأن ملف القدس «لا يحتل سلّم أولويات لا السلطة الفلسطينية ولا العالمين العربي والإسلامي»، مذكراً بأن «مدينة السلام» تقع في مقدمة جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية.

هدم المنازل الثمانية يندرج في خانة خطة البلدية لهدم 150 بيتاً لمقدسيّين

وكان المراسل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ألكس فيشمان قد نشر أمس، «كشفاً» وصفته أوساط فلسطينية بأنه «تحريضي من الدرجة الأولى»، يرى فيه أن «الأحداث في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) أديرت من قلب مركز فلسطيني مشترك». وقد جاء عنوان الخبر كالآتي: «غرفة عمليات فلسطينية في القدس». وأوضح «السبق» الصحافي أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين «قلقون» من العلاقة العملية الآخذة بالتصاعد بين الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة، وحركتي «حماس» و«فتح» في القدس.
وعقّب عبد القادر على ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية باعتباره «نوعاً من التحريض»، جازماً بـ«أننا لسنا في غرفة حرب»، ومعترفاً بالتنسيق «مع كل الجهات من أجل دعم صمود المقدسيين». وشدّد، في الوقت نفسه، على أن ما يجري في القدس هو «نشاط اجتماعي مدني، وما كتبته صحيفة يديعوت هو نوع من التحريض على فتح وعلى الحركة الإسلامية». وفي معرض دفاعه عن نفسه، أكد عبد القادر بأن القوى الفلسطينية تمارس دورها «ولا أنكر تعاوننا مع الحركة الإسلامية، وهذا لا يتعارض مع القانون وليس مرتبطاً بالعنف».
وعن «تهمة» التعاون مع «حماس»، ردّ عبد القادر بسؤال مضاد «وما الخطأ في هذا؟ القدس فوق الجميع». وعن رؤيته لما يجري في القدس في الآونة الأخيرة، أعرب عن ثقته بأن «الحل الوحيد هو أن يكف الإسرائيليون عن تثبيت الوضع القائم. نحن لا نحرّض، بل موجودون داخل مسجد. هم الذين يصطنعون الأحداث، وهذه الأحداث تحدث عندما يعتزم المستوطنون دخول الأقصى».
على صعيد آخر، وقعت مواجهات صباحية بين صهاينة من مستوطنة «شفوت» ومزارعين فلسطينيين من سكان قرية قريوت الواقعة بالقرب من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، أدّت إلى إصابة خمسة فلسطينيين.
وعُلم أنّ العشرات من مستوطني «شفوت» والبؤر المجاورة، قد توجهوا إلى قرية قريوت بذريعة الاحتجاج على سماح قوات الاحتلال للمزارعين بقطف زيتون أراضيهم. وادّعى المستوطنون بأن الفلسطينيين يستغلون قطف الزيتون من أجل «جمع معلومات استخبارية بهدف تنفيذ عمليات ضدنا». وعُلم أن أحد عناصر شرطة الحدود وفلسطينياً قد أصيبا خلال المواجهات التي استُخدمت فيها العصيّ والحجارة.