strong>واشنطن تدرس إطلاق مفاوضات فلسطينيّة ــ إسرائيليّة غير مباشرةيبدو أن يأس الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس دفع الإدارة الأميركية إلى التحرك السريع على خط الشرق الأوسط. وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستأتي إلى المنطقة السبت لرفع معنويات أبو مازن، الذي تؤكد مصادر في رام الله أنه يتعرّض لضغوط أميركية كبيرة

رام الله ــ الأخبار
واشنطن ــ محمد سعيد
أكدت مصادر فلسطينية موثوقة في رام الله لـ«الأخبار» أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يشعر بأنه وحيد في مواجهة ضغوط أميركية قوية لدفعه باتجاه تقديم تنازلات أكثر للجانب الإسرائيلي والتشدد في ملف المصالحة الوطنية». وقالت إن «عباس يتعرض بشدة لضغط أميركي، وخصوصاً من الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لدفعه باتجاه المضيّ قدماً في طريق التسوية مع إسرائيل من دون أن يحققوا له أي إنجاز على الأرض أو حتى وعد مكتوب يحتكم إليه».
وأضافت المصادر أن «عباس يرفض هذه الضغوط وهدد عملياً بالاستقالة من منصبه إذا ما استمرت هذه الظروف، وتعهد بأن يصارح الفلسطينيين بما وصلت إليه هذه الضغوط وأن يترك العمل السياسي الفلسطيني». وأشارت إلى أن أبو مازن يعارض فكرة الدولة الفلسطينية المؤقتة التي يلوّح بها أوباما.
وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، قالت المصادر إن الإدارة الأميركية، عبر المبعوث للشرق الأوسط جورج ميتشل، أبلغت أبو مازن أنها لا تريد اتفاقاً مع «حماس» إذا لم تعترف الأخيرة بإسرائيل وشروط الرباعية الدولية. وأكدت أنه «تلقى ما يشبه التهديد لدفعه باتجاه وقف الاتصالات مع مصر في قضية المصالحة». وأشارت المصادر إلى صعوبة الوضع الذي تمر به السلطة حالياً. ولفتت إلى أن «أبو مازن بات يائساً ويشعر بالعزلة أكثر من أي وقت مضى، وأنه يرغب في ترك منصبه في هذه الأيام».
إزاء الحال التي تعتري عبّاس، ذكرت تقارير إعلاميّة إسرائيلية أن الوزيرة كلينتون ستصل إلى تل أبيب يوم السبت المقبل للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه يوم الأحد، بينهم وزيرا الخارجية والدفاع إلى جانب الرئيس شمعون بيريز، ثم ستجتمع في رام الله مع عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض، على أن ينضم إليها في تل أبيب ورام الله المبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشل، الذي من المرتقب أن يصل إسرائيل اليوم الخميس للتهيئة لزيارة كلينتون.
وأشارت مصادر في واشنطن إلى أن كلينتون تريد الاطّلاع على آخر تطورات الموقف الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني قبل اللقاءات التي تعتزم إجراءها مع نظرائها العرب لدى اجتماعها بهم في مدينة مراكش المغربية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، على هامش الدورة السادسة لمنتدى المستقبل.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أنه على ضوء الفجوة الواسعة بين مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، تدرس الإدارة الأميركية أفكاراً جديدة وبدائل من خلال إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب وصول الاتصالات الرامية إلى استئناف المفاوضات إلى طريق مسدود، طرح رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أمام كلينتون اقتراحاً يقضي بأن تحاول الولايات المتحدة في المرحلة الأولى على الأقل إجراء مفاوضات غير مباشرة، على غرار المفاوضات التي جرت بين إسرائيل وسوريا بوساطة تركيا العام الماضي.
وبرر فيلتمان اقتراحه بأن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال تدخل أميركي، في هذه المرحلة قد تنفجر خلال فترة قصيرة، الأمر الذي سيؤدي إلى اندلاع موجة عنف بين الجانبين.
وأشارت «هآرتس» إلى أن زيارة كلينتون لإسرائيل، وهي الأولى من نوعها منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة، تدل على تزايد انخراطها بعملية السلام، بعدما كان ميتشل هو الذي يتابع ذلك في الشهور الماضية.


أعلن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جيمس جونز (الصورة)، في كلمة أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني الجديد «جي ستريت» أول من أمس، أن «الولايات المتحدة لا تزال تحاول توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات السلمية الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية». وأضاف «ليس هناك ما هو أكثر أهمية من أن تستطيع الولايات المتحدة حماية مستقبل إسرائيل، أكثر من السير في مسار سلام إلى جانبها بصداقة ودعم متواصل»، داعياً الدولة العبرية إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
ويتوقع أن يلتقي نتنياهو الشهر المقبل في واشنطن مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش حضورهما مؤتمر الجمعية العامة للمجتمعات اليهودية الأميركية المتحدة.
(الأخبار)