بعد ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى باكستان، هزّ انفجار سيارة مفخخة مدينة بيشاور، وأدى إلى سقوط 91 قتيلاً وإصابة نحو 160 على الأقل غالبيتهم من النساء. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس أوف باكستان» عن وزير الإعلام المحلي لولاية بيشاور، ميان افتخار حسين، قوله إن معظم القتلى في الانفجار، الذي وصف بأنه الأكثر دموية منذ عام 2007، هم من النساء، مشدداً على أن القتال ضد «الإرهاب» سيتواصل حتى القضاء على آخر «إرهابي».
ووفقاً للمسؤولين الباكستانيين، وقع الانفجار في سوق بيبال ماندي المزدحم في المدينة القديمة في بيشاور، ما أدى إلى تدمير عدد كبير من المباني القديمة، بينها مسجد. وقال الطبيب في مستشفى المدينة الرئيسي، صاحب جول، إن «العدد يتزايد. لدينا أكثر من 80 قتيلاً بينهم نساء وأطفال». وروى شاهد يدعى وحيد خان لحظات ما قبل وقوع الانفجار. وقال «جاءت سيارة وتوقفت هنا». وأضاف «بعد برهة حدث انفجار هائل. ستة مبان أو سبعة انهارت».
كلينتون: ملتزمون بالوقوف كتفاً بكتف مع شعب باكستان في المعركة من أجل السلام والأمن
وأبدى الرئيس الباكستاني آصف علي زردراي ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني شديد أسفهما للخسائر في الأرواح، فيما دعا الرئيس التنفيذي لحكومة المقاطعة، أمير حيدر خان هوتي، إلى فتح تحقيق في الحادث.
في غضون ذلك، أشادت كلينتون «بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الباكستاني على طريق دحر الإرهاب»، متعهدة ببدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. ونقلت محطة «جيو» الباكستانية عن كلينتون قولها، بعد وصولها إلى باكستان في زيارة تدوم ثلاثة أيام تلتقي خلالها مسؤولين سياسيين وعسكريين في اسلام اباد ولاهور، «لقد قدم الشعب الباكستاني تضحيات استثنائية للقضاء على التطرف». وأوضحت أن زيارتها «تهدف إلى بعث رسالة من إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بالدعم الكامل للحكومة الباكستانية».
وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الباكستاني شاه محمود قريشي، «أريدكم أن تعرفوا أن هذه المعركة ليست معركة باكستان وحدها». وأضافت «هذه معركتنا أيضاً ونحن ملتزمون بالوقوف كتفاً بكتف مع شعب باكستان في معركتكم من أجل السلام والأمن». واعترفت بأن سوء الفهم كان سبباً لتعثر روابط الولايات المتحدة مع باكستان، وتعهدت بإعادة تركيز العلاقة على «حاجات الشعب» بما في ذلك تعزيز المساعدة الاقتصادية وتطوير المؤسسات الديموقراطية. وأثنت كلينتون أيضاً على العملية العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني ضد حركة «طالبان» في إقليم جنوب وزيرستان، والتي أدّت أمس إلى مقتل 25 مسلحاً من الحركة.
(يو بي آي، أ ف ب)