صحيح أنّ العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية لا تزال تئنّ تحت وطأة المواقف الأخيرة لحكومة رجب طيب أردوغان إزاء الدولة العبرية، إلا أنّ من الواضح أن الطرفين يحاولان احتواء الوضع. أنقرة من جهتها مصرّة على مكانتها الجديدة في المنطقة والعالم، وتبتدع طرقها لإبلاغ ذلك إلى حكام تل أبيب. أما الإسرائيليون فيعتمدون أسلوب التهدئة الحذرة تجاه الأتراك.وطالب السفير التركي المعيّن حديثاً لدى إسرائيل، أهمت أوغوز تشليكول، أمس، بأن يتفهّم حكام الدولة العبرية دور بلاده في الشرق الأوسط والعالم، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية العلاقات بين الدولتين. مواقف ذات دلالات أعرب عنها خلال افتتاحه ندوة بعنوان «تركيا إلى أين؟»، عُقدت في «مركز بيغن ـــــ سادات» في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب. وقال تشليكول إن «الجميع يعرف مدى أهمية العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لكن ثمة أهمية كبيرة أيضاً لتفهّم الدور التركي في العالم والدور المهم لتركيا في المنطقة».
وافتتح السفير التركي، الذي عُيّن في منصبه قبل أسبوع، الندوة بعبارة «شالوم» العبرية، مشيراً إلى أن «توقيت الندوة جيد للغاية، وقد أسعدني وجود صحافيين وأكاديميين أتراك هنا»، في كلام يهدف إلى تهدئة خواطر الإسرائيليين الذين بشّرهم بأنه يعتزم خلال ولايته تحسين العلاقات بين وسائل الإعلام والجامعات في كلتا الدولتين، «وفي رأيي، إن هذا سيساعد المجتمعين التركي والإسرائيلي على أن يفهم أحدهما الآخر». وفي سلوك معبّر هو الآخر، غادر السفير التركي قاعة الندوة فور انتهائه من إلقاء كلمته.
وفي الجانب الإسرائيلي، شدّد وزير التجارة والصناعة والعمل، بنيامين بن أليعازر، على أن العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية هي «علاقات استراتيجية مهمة للبلدين». ولفت، في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية، إلى ضرورة «النظر إلى مصالحنا الاستراتيجية في إقامة علاقة مع الأتراك. فالذين يعرفون موقع تركيا الجيو استراتيجي، يعون أهميتها، والمثير هو أننا مهمّون أيضاً بالنسبة إلى الأتراك». وفيما اعترف بوجود «سحابة تخيّم حالياً على العلاقة التركية ـــــ الإسرائيلية»، عاد ودعا إلى بذل الجهود للتأكد من انتهاء مفاعيلها السلبية.
وفي إطار التهدئة التي يبدو أن بن أليعازر مكلّف بها، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنه كان الوزير الإسرائيلي الوحيد الذي حضر حفل عيد تأسيس الجمهورية التركية، مساء أمس، في منزل السفير التركي لدى إسرائيل.
(يو بي آي)