راوحت الأحداث العراقية مكانها في عطلة عيد الفطر. ندرت التطورات الميدانية في مقابل استمرار القصف الكلامي على سوريا ومزيد من إصرار الوسط الشيعي على التوحّد في الانتخابات
جدّدت الحكومة العراقية تمسّكها بموقفها المصرّ على اعتبار أن سوريا لا ترغب بالتعاون الأمني معها لتسليمها مطلوبين عراقيين «إرهابيين». وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إنّ الاجتماع الرباعي الذي عُقد يوم الخميس الماضي في إسطنبول، والذي ضمّ إلى وزيري الخارجية هوشيار زيباري ووليد المعلم، كلاً من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الدبلوماسية التركية أحمد داوود أوغلو، «لم يثمر تحقيق أي تقدم»، مستبعداً في الوقت نفسه أن يؤدّي عقد المزيد من المحادثات إلى «نتائج تُذكَر».
وكشف الدباغ عن أنّ اجتماعاً رباعياً سيكون الثالث من نوعه (الأول كان على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة) سيُعقَد في نيويورك، إلا أنه قلّل من قيمته بما أن «الجانب السوري لا يظهر إرادة سياسية، ولذلك فإن هذه الاجتماعات لن تقدم ما يبحث عنه العراق».
في هذا الوقت، نفى رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم (الصورة) أن يكون «الائتلاف العراقي الوطني الموحّد» قد أغلق الباب أمام انخراط رئيس الوزراء نوري المالكي وحزبه في صفوفه في الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني المقبل. غير أنّ الحكيم رأى أنه «قد لا يتعيّن على المالكي الانضمام رسمياً إلى الائتلاف إذا أتت المقترحات الخاصة بإقامة جبهة وطنية فضفاضة بدرجة أكبر بثمارها»، مشيراً إلى أن «الاحتمالات لا تزال قائمة والمشاورات مستمرة». وأضاف الحكيم: «نبذل الجهود لإقناع قوى أخرى في هذا الشأن، وهناك قوى قد لا تدخل ضمن خيمة الائتلاف، لكن ستكون حليفة للائتلاف من ضمن جبهة وطنية واسعة، بما في ذلك حزب الدعوة بزعامة المالكي». وفي سياق التسريبات التي كشفت عن أنّ سبب عدم دخول المالكي إلى الائتلاف الجديد هو مسألة هوية الرئيس المقبل للحكومة، جزم الحكيم بأنّ هذه المسألة «يجب أن تُترك إلى ما بعد الانتخابات». وقال: «نحن في المجلس الأعلى ليس لدينا خط أحمر على أحد، ونتعامل في ضوء الواقع الانتخابي، وحسب نتائج الانتخابات ستحدد هذه التفاصيل».
ميدانياً، مرّ عيد الفطر هذه السنة هادئاً نسبياً على المدن العراقية، علماً بأنّ جيش الاحتلال الأميركي اعترف في بيان، أول من أمس، بأن جندياً قُتل وأصيب 12 آخرون في تحطُّم مروحية هليكوبتر في قاعدة «بلد» الجوية الواقعة شمالي بغداد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)