العنب والتين والتبغ والخضر على أنواعها تلفت في سهل البقاع


البقاع ــ رامح حمية
من جديد، هي قصّة المزارع الذي كُتب عليه أن يتلقّف دائماً الخسائر وحده، فهو لم يحصل على أي تعويض حتى اليوم عن الأضرار السابقة. واليوم اختتم الصيف، على غير عادته، ساعاته الأخيرة بأمطار غزيرة قضت على 70 في المئة من مواسم العنب والتين والتبغ وغالبية أنواع الخضروات (بندورة، خيار، مقتة...) في منطقة البقاع، إذ انهمرت أمطار غزيرة على امتداد سهل البقاع، مسبّبةً خسائر فادحة ستضاف إلى فواتير الأيام المقبلة على المزارع، من متطلّبات فصل الشتاء مثل المدارس والمازوت.
أكد مزارع العنب، عثمان الديراني، لـ «الأخبار» أن «الخسائر جراء هطول المطر بكثافة أخيراً، كانت كبيرة، وقد بلغت ما نسبته 70 في المئة من المزروعات». فالمطر في هذا الوقت يسبّب التشقق وعفن العنب الناضج وغير الناضج، علماً بأن مزارعي العنب يضعون أغطية من النايلون على الدوالي ابتداءً من منتصف تشرين أول حتى نهاية تشرين الثاني تحسّباً لهطول المطر. وبالتالي على الدولة أن تتحرك بسرعة للكشف والتعويض عن الخسائر.
ويرى مزارع الخضر والعنب، مهيب التويني، أن الموسم «انتهى، فالخسائر كبيرة ولا يمكن تحمّلها، علماً بأننا في السابق كنا سنبيع بأسعار تحت الكلفة»، ويلفت إلى أن هذه الأضرار لا يمكن استدراكها، إذ إن تأمين غطاء من النايلون على الدوالي كلفته مرتفعة ولا قدرة على تحمل كلفته إلا لـ 5 في المئة من المزارعين.
ويرى المزارع أحمد سماحة، أن ما حصل «كارثة حقيقية» بعدما أمطر الصيف على «المقتة والبندورة والخيار الشمسي... فعندما تضربها أشعّة الشمس بعد الشتاء سيصيبها الرمد. يعني الله بيعوّض». ويطالب الدولة بالمسارعة إلى الكشف على الأضرار التي تعرّض لها كل المزارعين البقاعيين والتعويض عليهم بسرعة نظراً إلى «الحاجة الماسة إلى السيولة المالية مع بدء موسم المدارس والمحروقات».
أما الحاجّة سكينة حمية، وهي تملك بستان تين، فتؤكد أنها خسرت كامل الموسم الذي كانت تعوّل عليه لتأمين نفقة حطب التدفئة، فالتين يصبح غير صالح إذا تعرّض للمطر، إلا أنها ترى في طلب التعويض والمناشدة «مضيعة للوقت، واللي جرّب المجرّب كان عقلو مخرب... الله بس اللي بيعوض».
مزارعو التبغ نالوا حصتهم من غضب الطبيعة أيضاً، فالشتاء أصاب مزروعاتهم وأوهنها ليسمح للعفن بالانتشار سريعاً بين الأوراق اليابسة والخضراء.
وقال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، يحيى رعد، لـ«الأخبار» إن رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة اطّلع على الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية والعمران، وتلك الناتجة من السيول جرّاء الأمطار والعواصف. مشيراً إلى أنه من المقرر أن يستدعي بعض الوزارات المختصة للتباحث في ما جرى «ومن بعدها منشوف». ورأى أن التعويض «يتطلّب بالدرجة الأولى توفير أموال من الدولة، ومن ثم اتخاذ قرار بالتعويض»، ومن وجهة نظره أنه لا يمكن التعويض عن كل الخسائر في كل لبنان، وعلى كل المزارعين «وزريعة بندورة هون وبقدونس هونيك ما منعود منخلص»، بل ينبغي التوجه إلى أماكن محددة في كل منطقة. وأضاف «إن المطلوب من الدولة معالجة المشاكل الأساسية التي تسبّب هذه الخسائر ومن ثم الفرعية منها».