واشنطن ــ محمد سعيداستبق السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، أمس، لقاء القمة الثلاثية التي عُقدت في نيويوك وما انبثق عنها، وأعلن أن الرياض لن تشارك في أي محادثات لتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي قبل أن تقدم إسرائيل «تنازلات جوهرية». كأن الجبير كان يتوقّع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، عرّاب اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سيدعو الدول العربية إلى القيام بإجراءات تجاه الدولة العبرية، تسهّل التوصل إلى حل سلمي.
وقال الجبير، في رسالة إلى الكونغرس، رداً على رسالة كان قد بعث بها المشرّعون الأميركيون إلى الملك السعودي عبد الله، إنّ الحكومة السعودية ليست مهتمة بـ«إجراءات بناء ثقة مؤقتة أو تقديم إيماءات»، مشيراً إلى أن مثل تلك المحادثات «قد تجري فقط عندما تلبي إسرائيل شروطاً محددة».
وعن تلك الشروط «المحدّدة»، أوضح الجبير أنها تتمحور أساساً حول «وقف إسرائيل احتلال الأراضي التي سيطرت عليها في عام 1967، بما فيها القدس، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتوفير تسوية عادلة للاجئين الفلسطينيين». وأضاف الجبير، في رسالته، أنه في مقابل تلبية هذه الشروط «ستحصل إسرائيل على اعتراف كامل، وإنهاء رسمي للصراع، وسلام وأمن وعلاقات طبيعية مع كل الدول العربية».
وكان العضوان في مجلس النواب الأميركي براد شيرمان (ديموقراطي عن ولاية كاليفورنيا) وإدوارد رويس (جمهوري عن ولاية كاليفورنيا) قد رعيا رسالة من الكونغرس إلى الملك عبد الله، في شهر تموز الماضي، حثّه فيها على «القيام بدور قيادي قوي مع تقديم إيماءة دراماتيكية» إزاء تل أبيب، على غرار ما فعلته كل من مصر والأردن، عندما أقامتا علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة الاحتلال.
وكان مسؤول أميركي، طلب عدم الإفصاح عن هويته، قد كشف أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قد تلقّى «ضمانات سرية» من بعض الدول العربية، الخليجية والمغاربية، بالسماح للطائرات الإسرائيلية المدنية بالتحليق فوق أجوائها، وفتح مكاتب لرعاية مصالحها في إسرائيل، ووقف الحظر على سفر الرعايا الإسرائيليين إلى تلك الدول «إذا ما عمدت إسرائيل إلى تجميد أنشطتها الاستيطانية». غير أنّ المسؤول الأميركي اعترف بأن السعودية رفضت الموافقة على أيّ من تلك الخطوات إلا في إطار اتفاق سلام شامل.