يعتزم المسؤولون الإسرائيليون استغلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لـتصفية الحساب مع «الخطاب الإيراني المتشدد» تجاه تل أبيب، ومحاصرة الرئيس محمود أحمدي نجاد

مهدي السيد
تقود إسرائيل حملة دبلوماسية وإعلامية هدفها توفير أكبر قدر ممكن من المقاطعة للكلمة التي سيلقيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم.
ولا تقتصر الحملة الإسرائيلية ضد نجاد على محاولة إقناع عدد من الدول بمقاطعة الخطاب الذي سيلقيه، بل تخطّتها إلى شنّ هجوم إعلامي ضد إيران والتحريض عليها والتركيز على الخطورة التي يمثّلها الرئيس الإيراني ونظامه. وترافق هذا الهجوم، الذي قادته مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف، مع إعادة تلويح المسؤولين الإسرائيليين باستخدام جميع الخيارات ضد إيران، ومن ضمنها الخيار العسكري.
وقالت شاليف، في تصريح إذاعي، «لقد ألقى (نجاد) قبل أيام خطاباً جديداً مليئاً بالحقد. إن مجرد مغادرة القاعة عند إلقاء خطابه أو عدم الحضور سيكون بمثابة خطوة رمزية».
أضافت «لا نطالب الدول التي نتحاور معها بوعد، بل نكتفي بتذكيرها بمدى خطورة هذا الشخص ومدى خطورة البلد الذي يرأسه». وتابعت «نعرف أن الأميركيين مدركون لهذه المخاطر، وسيقتصر حضورهم على مستوى متدن جداً، ينحصر بمجرد موظفين، فيما تغيب سفيرتهم والمسؤول الثاني في الوفد».
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أول البادئين بالحملة الإسرائيلية ضد نجاد، من خلال إعلان المقرّبين منه، قبل أيام من وصوله نيويورك لإلقاء كلمة إسرائيل أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، التي تصادف غداً الخميس، أنه سيُركز في خطابه «الدراماتيكي» على الموضوع الإيراني، وأنه سيُحذر الدول الغربية من خطورة إيران النووية، فضلاً عن نيّته مهاجمة الرئيس الإيراني بصورة مباشرة.
في المقابل، سيغيب نتنياهو عن أي مناسبة يحضرها نجاد، وسيتجنّب الحضور معه في القاعة نفسها. ولهذه الغاية، لن يحضر نتنياهو كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومهّد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، في تصريح أمس، للمقاربة التي تنوي إسرائيل اعتمادها حيال إيران في نيويورك، فرأى أن «رئيس الحكومة سيغيب بطريقة تظاهرية عن الجلسة مع أحد أكثر الأشخاص شراً وفظاعة في تاريخنا المعاصر، محمود أحمدي نجاد، الذي يكذّب بوقاحة وجود المحرقة، ويلعن إسرائيل». وأضاف بيريز «إنه (نجاد) شخص متشائم، ولا مستقبل له، وأنا متأكد من أن نتنياهو سيردّ عليه بما يستحق».
وفي إطار الحملة الإسرائيلية ضد إيران، انضم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الموجود في الولايات المتحدة، إلى جوقة التهديد ضد إيران، فطالب في لقائه مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أول من أمس، بتحديد مدة الحوار مع طهران.

تحريض إعلامي على إيران ودعوة إلى مقاطعة كلمة نجاد
وقال باراك إن «إسرائيل تحتفظ بكل الخيارات على الطاولة، وتطالب باقي الدول بالتصرّف بطريقة مماثلة»، وهو ما عُدّ رداً غير مباشر على تصريحات الرئيس الروسي قبل أيام، التي قال فيها إن بيريز أخبره بأن إسرائيل لن تهاجم إيران.
وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز»، تطرّق باراك إلى البرنامج النووي الإيراني، فقال إنه يقع على رأس سلّم الأولويات الإسرائيلية. وأضاف أن «إسرائيل تأمل أن تُحدّد مدة الجهود الدبلوماسية الغربية، على أن تُشدّد في نهايتها العقوبات على إيران». كذلك لمّح إلى إمكان أن تقوم إسرائيل بشنّ هجوم على إيران كخيار قائم ضمن خيارات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن نجاد، الذي توجه أمس إلى نيويورك حاملاً «رسالة سلام وأخوة»، أعلن الاثنين أنه «فخور» لأنه أثار الاستنكار والغضب لدى المجتمع الدولي بتصريحاته التي نفى فيها حصول المحرقة اليهودية. وكان نجاد قد وصف المحرقة بـ«الخرافة»، في خطاب ألقاه لمناسبة يوم القدس، الجمعة الماضي