«صفقة تبادل مصغرة» تراها «حماس» إنجازاً للمقاومة وتل أبيب ضماناً لحياة جنديهاغزة، القدس المحتلة ــ الأخبار
اتفاقٌ «مصغّر» توصلت إليه المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برعاية الوسيطين المصري والألماني، أمس، نص على إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية في مقابل شريط مصور يثبت أن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لا يزال على قيد الحياة. وقال مصدر رفيع المستوى في حركة «حماس»، لـ«الأخبار»، إن «الاحتلال سيفرج عن الأسيرات العشرين غداً، بعدما سلمت قيادة الحركة الوسيطين المصري والألماني شريط فيديو يثبت أن شاليط لا يزال حياً». إلّا أن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أنه «لن يكون من بين الأسيرات المفرج عنهن آمنة منى، التي استدرجت مراهقاً يهودياً إلى رام الله، لتقتله كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح بداية انتفاضة الأقصى».
وأشاد القيادي البارز في الحركة، أسامة المزيني، «بجهود الوسيط الألماني وقدرته على إحداث اختراق»، مشيراً إلى أن «هذا الاتفاق بمثابة مقدمة للنجاح التام للوصول إلى الصفقة الكاملة». إلا أنه عاد واختار الحذر قائلاً: «لا نريد الإغراق في التفاؤل، لأنه لا تزال هناك عقبات»، مشيراً إلى أن «28 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال بعد الإفراج عن الأسيرات العشرين، سيُفرَج عنهن في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى».
وعلمت «الأخبار» من مصدر مسؤول في «حماس» أن «العقبة الرئيسة التي تعترض إنجاز صفقة التبادل تتمثل في رفض الاحتلال الإفراج عن أسرى من مدينة القدس المحتلة».
بدوره، وصف المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، هذه الخطوة بأنها «إنجاز كبير يسجَّل لكتائب القسام وبقية القوى الآسرة لشاليط»، قائلاً إن «شمول الأسيرات لمختلف الفصائل الفلسطينية، لدرجة أن عدد المفرج عنهن من فتح أكبر من حماس، يؤكد صدقية الأخيرة بإنهاء قضية الأسرى كقضية وطنية».
أما المتحدث باسم كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، أبو عبيدة، فشدد على أن «الفصائل لا تزال ثابتة على موقفها، وهو إنجاز صفقة شاملة بالشروط ذاتها في مقابل الإفراج عن شاليط».
وفور إعلان الاتفاق، خرج فلسطينيون وأنصار «حماس» في مسيرات عفوية، وأطلقوا العنان لأبواق السيارات ابتهاجاً بما وصفوه بأنه«انتصار المقاومة»، فيما توجه العشرات إلى منزل الأسيرة فاطمة يونس الزق لتهنئة أسرتها بقرب الإفراج عنها.
في المقابل، رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحدث تطوراً دراماتيكياً، واصفة إياه بـ«صفقة التبادل المصغرة». ورغم أجواء التفاؤل، أكدت مصادر إسرائيلية أن «الأمر لا يتعلق بمقدمة للصفقة الكبرى». وقال مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنّ «من المتوقع أن تكون المفاوضات على إبرام صفقة تبادل الأسرى طويلة وصعبة».

شمول الأسيرات لمختلف الفصائل الفلسطينية من «فتح» و«حماس» يؤكد صدقية الأخيرة بإنهاء قضية الأسرى كقضية وطنية

وفي السياق، أشارت مصادر سياسية في القدس المحتلة إلى أن «الوسيط الألماني شاهد الشريط ونُقل مضمونه إلى الجهات الإسرائيلية ذات الصلة، وهو يظهر أن شاليط على قيد الحياة وبصحة جيدة». وأوضحت أن «الشريط الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة، ويتلو فيه شاليط نصاً مكتوباً صُوِّر في الأسابيع الأخيرة، وأن فيه تفصيلاً يثبت أن تاريخ تسجيله يعود إلى فترة ما بعد العدوان الأخير على قطاع غزة مطلع العام الجاري».
هذه النقطة بالتحديد هي التي بنى عليها نتنياهو موقفه الإيجابي من الصفقة. ونقل معلقون صحافيون عنه، قوله خلال الاجتماع الحكومي الذي أقر الصفقة أمس، إنّ «من المهم أن يعلم العالم أن شاليط على قيد الحياة وأن حركة حماس تتحمل المسؤولية عن مصيره وسلامته». وبحسب معلقين إسرائيليين، فإن نتنياهو يريد «أن يمثّل الشريط ضمانة لحياة شاليط أمام المجتمع الدولي».
من جهته، رأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن «أي إشارة تؤكد وجود شاليط على قيد الحياة تمثّل خطوة هامة نحو إطلاق سراحه»، الذي هو «إحدى أولوياتنا».


أسيرات إلى الحربة

نشر موقع مصلحة السجون الإسرائيلية أسماء الأسيرات اللواتي يشملهن اتفاق الإفراج، وهن: آيات قيسي، وروجينة رياض جناجرة، وريما أبو عيشة، وهبة أسعد النتشة، وميمونة جبرين، وجهاد أبو تركي، وبراءة ملكي، وليلى محمد البخاري، وفاطمة يونس الزق وطفلها يوسف الذي أنجبته في الأسر، ونيفين خليل دقة، وكفاح بحش، ولينان يوسف أبو غلمة، وشيرين محمد حسن، وسناء صلاح حجاجرة، ومنال زياد سباعنة، وزهور عبد حمدان، وهيام أحمد بايض، وناهد فرحات دغرة، ونجوى عبد الغني، وصمود عبد الله خليل.
(الأخبار)