خيبة أمل أصابت الأهالي والقائمين على المشافي الميدانية في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب خلال الكشف عن نوعية المساعدات، التي دخلت البلدتين بعد 7 أشهر من الحصار الخانق. الكميات تلبي أقل من نصف حاجة السكان، بالإضافة إلى سرقة معظم حمولة إحدى السيارات.
وتضمنت المساعدات نحو 2000 سلة متنوعة بالإضافة إلى كمية من الأدوية التي لا تلبي حاجة المشافي الميدانية ولا يمكن الاستفادة من معظمها في العمليات الجراحية، بينما خلت المساعدات من مادة الطحين وحليب الأطفال التي تعاني البلدتان من انعدام توافرهما منذ أشهر.
وقال أحد القائمين على تسلّم المساعدات في الفوعة لـ«الأخبار»، إنّ الكمية التي وصلت البلدتين لا تغطي حاجة سكان البلدتين، حيث إن عدد السلال لا يتناسب مع عدد الأسر المستهدفة البالغ عددها أكثر من 4000. وأضاف أنّ «المواد الطبية قليلة جداً ولا تلبي حاجة المشافي الميدانية لمدة طويلة. كذلك تضمنت المساعدات الطبية قفازات طبية بكميات كبيرة، لكنها غير معقمة، ولا يمكن الاستفادة منها في العمليات الجراحية، بل فقط لفحص المرضى».
وتضمنت سلال المساعدات كميات كبيرة من صناديق «البسكويت». ولم تبدأ عملية التوزيع بعد حيث تجري عملية تقسيم المواد لتحصل كل العائلات على حصتها «ونواجه مشكلة في ذلك نتيجة قلة الكميات»، بحسب المصدر.
وابدى مواطنون في البلدتين استياءهم من كمية المساعدات ونوعيتها، مشيرين إلى أنّ بعض المواد المرسلة غير مفيدة، مطالبين بالكشف عن مصير اتفاق الهدنة الذي أعلن منذ أسابيع بما يخص اخراج الجرحى على الأقل «الذين لا ينفع معهم الدواء المرسل لحاجتهم لعمليات جراحية مستعجلة، ما يشكل خطراً على حياتهم».
وقال الشاب يوسف حسن، من أبناء بلدة الفوعة، لـ«الأخبار» إنّه في حال توزيع تلك المساعدات على العائلات «فإنها لن تكفي سوى أيام قليلة وبعدها تعود المعاناة كما هي، خاصة انها لا تحوي طحيناً».
بدوره، قال الطبيب علي مصطفى، من المشفى الميداني في الفوعة، لـ«الأخبار»، إنّ الأدوية التي وصلت الى المشفى يمكن ان تخفف أو تلبي قسماً من الحاجة، إلا أنّ المضادات الحيوية عددها قليل وأنواعها أقل، مشيراً إلى ارسال كمية كبيرة من «البسكويت» للأطفال الذي «لا يفيد بشيء لقساوته ونوعيته الرديئة وقدم انتاجه».
وحول سرقة محتويات احدى سيارات المساعدات، قال مصطفى: «لا يمكن ان اؤكدها والذي أعلمه ان سيارة واحدة وصلتنا فيها نقص كبير وقيل إنها كانت تحوي طحيناً وفقد».
وتعاني البلدتان من انعدام مادة المحروقات، ما ادى الى توقف عمل المولدات الكهربائية في المشافي الميدانية، بالإضافة إلى توقف مضخات المياه، ما سبّب صعوبة استخراج المياه من الآبار وتوقف عمل الاتصالات الأرضية بين البلدتين.