يسعى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى إحياء «المظلة الدفاعية الأميركية» الشرق الأوسطية من خلال الربط بين المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية والسلام في المنطقة بإخلال التوازن الدفاعي مع إيران
القاهرة ــ الأخبار
يبدو أن المنطقة مقبلة على حزمة مترابطة من الاتفاقات، وفقاً لما أعلنه مصدر مصري متابع للجدل الدائر حول المشاركة المصرية في ما يعرف الآن بـ«المظلة الأميركية» التي تقوم فكرتها على إنشاء مظلة دفاعية تقف في مواجهة «المشروع النووي الإيراني». الاتفاق على المظلة الدفاعية يرتبط بشكل أو بآخر بإقامة «مؤتمر السلام» الذي يتوقع انعقاده عقب زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى واشنطن المقررة في ١٨ آب الحالي.
والمؤتمر سيُعلَن في إطار مشروع تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إعلان توقف إسرائيل عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية، في مقابل إعلان العرب مبادرات «تطبيع» تجاه إسرائيل إلى جانب إدخال إصلاحات في أجهزة الأمن الفلسطينية.
هذا الترابط يمنح، وفقاً لبعض المراقبين، أهمية كبرى لكلٍّ من المؤتمر السادس لحركة «فتح» المنعقد حالياً في بيت لحم، وزيارة مبارك للبيت الأبيض، التي تأتي بعد ٥ سنوات من الانقطاع عن العادة الموسمية لرؤساء مصر.

فكرة مشاركة مصر في المظلة الدفاعية الأميركية لا تزال قائمة
ومن ناحية أخرى، لا يزال الجدل في حقيقة مشاركة مصر في المظلة الدفاعية الأميركية الجديدة قائماً. ورأت مصادر صحافية أن التركيز على فكرة خلو مصر من القواعد العسكرية، التي جاءت في تصريحات مبارك ووزير خارجيته، أحمد أبو الغيط، لا يعني عدم مشاركة مصر في المظلة.
فقد نسبت صحيفة «الشروق» اليومية إلى مصدر مصري مطّلع وصفه نظام المظلة الدفاعية بأنه «بالغ التعقيد»، وأن المظلة ستتخذ شكل نصف قوس كامل، يمتد من غربي إيران من قزوين مروراً بالبلقان والبحر الأحمر وباب المندب وشرق أفريقيا، وصولاً إلى منطقة بحر العرب. ووفقاً للمصدر نفسه، فإن الدول المرشحة لتمويل هذه الترتيبات هي السعودية والإمارات والكويت والبحرين، وستعتمد المظلة على القواعد العسكرية الثابتة والمستأجرة، وهذا يعني أن المظلة «لا تحتاج إلى قواعد عسكرية في دول بعينها».
كذلك يعتقد المراقبون أن التحركات الأميركية على أكثر من مستوى، تأتي في إطار تنسيق بين أطراف عربية وإسرائيلية ترى أن ملف القنبلة النووية الإيرانية يمكنه أن يسبق حالياً عملية التسوية في الشرق الأوسط، بينما جاء الرأي المتوازن في سياق ارتباط أحد الملفين بالآخر، وهذا هو محور «الحركة» التي يمكن أن تضم «المظلة» و«المؤتمر» معاً.