h1>دحلان يدافع عن موقفه ويترشّح لـ«المركزيّة» و«الثوريّ»... والانتخابات غداًشهد اليوم الرابع لمؤتمر فتح السادس نقاشات ساخنة حول «سقوط غزة بأيدي حماس»، مداخلات وتشكيل لجنة تحقيق. وعلى الصعيد الإداري، بدأت الترشيحات أمس للمجلس الثوري واللجنة المركزية. وشهدت قصّة مشاركة غزة بالتصويت والحصة «انفراجاً وليس حلاً نهائياً»

بيت لحم ــ فراس خطيب
المؤتمر السادس في يومه الرابع شهد الأجواء ذاتها؛ مراوحة بين «الترتيبات الإدارية» و«الملفات الساخنة»، حيث كان أبرزها ملف «سقوط غزة» الذي «سخّن أجواء المؤتمر». وبحسب مطّلعين، فقد سادت المؤتمر أمس «حركة غير اعتيادية عندما بدأت اللجان الـ 18، والمعنية بموضوعات شائكة ومختلفة، بتقديم تقاريرها».
في ساعات المساء، عقد الناطق الرسمي للمؤتمر السادس لحركة «فتح» نبيل عمرو، مؤتمراً صحافيّاً، في وقت كانت فيه جلسة المؤتمر مشتعلة النقاش بملّف غزة. وقال إن «نقاشاً ساخناً» يدور داخل المؤتمر حول ملف سقوط غزة في أيدي حركة «حماس»، مضيفاًَ أنّ «المؤتمر يناقش في هذه الأثناء كيف سقطت غزة وتجري مناقشته بصورة مفتوحة»، لافتاً إلى أن «النقاش يدور حول تقرير اللجنة التي رأسها الطيب عبد الرحيم في ملف سقوط غزة»، واصفاً الوضع بقوله «تستطيعون توقع أن النقاش ساخن إلى أبعد مدى. ساخن جداً جداً جداً وأكثر من عاصف»، لافتاً إلى أن النقاش سينتج منه «توصيات وعلى الأقل استخلاصات».
وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة داخل المؤتمر، أن فتح الملف «الساخن» جاء بعد مداخلة قدّمها القيادي في حركة «فتح»، محمد دحلان، وهو المسؤول السابق للأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة. وبحسب المصدر، فإن دحلان حاول القول إنه «ليس المسؤول عمّا جرى في غزة»، من بعدها، قدّم خمسة أعضاء من المؤتمر مداخلاتٍ كلها كانت حول الملف، «وكلها ساخنة» بحسب المصدر.
وقال القيادي في حركة «فتح»، حاتم عبد القادر، في تعقيب لـ«الأخبار»: «من حق المؤتمرين أن يطرحوا قضية غزة، وما هي الأسباب التي أدّت إلى قيام حركة حماس بهذا الانقلاب»، مضيفاً «كان هناك اليوم نقاش، الأخ محمد دحلان تحدث، أنا لم أسمعه، حاول أن يبرر الأسباب التي أدت إلى ذلك». وحمّل عبد القادر المسؤولية «لقيادة فتح السياسية عما حصل في قطاع غزة».
غزّة كانت حاضرة، ليس فقط في قضية سيطرة «حماس»، بل في قضية الترشيحات ومكانتها المستقبلية في اللجنة المركزية. تلك القضية التي لم تغب عن أروقة المؤتمر. وقد كانت أجواء الترشيحات للمجلس الثوري واللجنة المركزية تهيمن على المشاهد. فقد أغلقت لجنة الانتخابات، المنبثقة عن المؤتمر السادس، باب الترشيحات عند الساعة الثانية بعد الظهر للأعضاء الموجودين في بيت لحم، حيث قدّم دحلان ترشيحه قبل ربع ساعة من إغلاق باب الترشيح. أما بالنسبة إلى الأعضاء الذين منعتهم حركة «حماس» من مغادرة غزة، فقد بقي لديهم وقت حتى الساعة السادسة مساءً، إذ بعثوا ترشيحاتهم عبر الفاكس.
ووصلت حتى مساء أمس حصيلة عدد المرشحين إلى أكثر من 100 مرشح للجنة المركزية، منهم 6 مرشحين من أعضاء المؤتمر الموجودين في غزة. وقد وصل عدد الأعضاء المرشحين للمجلس الثوري إلى ما يقارب الـ 700 عضو من الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج. ويرى مصدر مطلع أن من الصعب أن تتم عملية الانتخاب اليوم، مرجحاً فتح الصناديق صبيحة الأحد بعد «العديد من الترتيبات»
وقد تمّ الاتفاق على زيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية من 21 إلى 23 عضواً. أما آلية الانتخاب فستكون كالآتي: ينتخب المؤتمر 18 عضواً في اللجنة، وتبقى هناك خمسة مقاعد شاغرة تعيّن من قبل اللجنة المركزية، ويحتاج التعيين إلى ثلثي الأعضاء من أجل التصديق عليه. وقال مصدر لـ«الأخبار» إن تخصيص هذه المقاعد الشاغرة لا يعني «كوتة»، إنما «تمثيل قطاعات لا يتم تمثيلها»، معلّلاً: «فمثلاً إذا لم تمثل المرأة فسيتم تعيين امرأة، وإذا لم يكن تمثيل لفتح الخارج فسيكون هناك تعيين، وغزة كذلك، وهكذا دواليك».

وشدّدت الوثيقة على عشر نقاط، أهم ما جاء فيها أن «القدس جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسي الفلسطيني» وأن «الحقوق والممتلكات الفلسطينية في القدس هي جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية». واعتبرت أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى «تهويد المدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني وفرض وقائع جديدة على الأرض، من شأنها المسّ بعروبة المدينة وتغيير واقعها الديموغرافي».