بيت لحم ــ الأخبارقضيّة التفاوض مع إسرائيل لم تكن مفهومة ضمناً في المؤتمر السادس لحركة «فتح». كان هناك من اعتقد بأنَّ خيار التفاوض «فشل، ويجب البحث عن سبل بديلة»، وخصوصاً أن المفاوضات لم تحرز تقدماً على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى صعود الحكومة اليمينية وتصريحات يدلي بها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية يرفضون من خلالها مبدأ التسوية وحتى الاعتراف بمبدأ «دولتين لشعبين» على مستوى التصريح.
في تصريحات لـ«الأخبار»، عقّب مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، على السجال داخل المؤتمر بشأن قضية التفاوض. وقال إنَّ «هناك وجهات نظر، ولكن في النهاية البيان السياسي للمؤتمر أكد السعي نحو حل الدولتين». وفي ردّ على سؤال عن السجال الذي تضمّنه المؤتمر بشأن القضية، قال عريقات «إذا كان سؤالك ما إذا كان هناك من يرفض التفاوض في فتح فإن الإجابة نعم. وإذا كان سؤالك ما إذا وجّهت لي انتقادات حادة فالإجابة نعم. ولكن بعد نقاشات طويلة تمَّ الاتفاق على برنامج عمل سياسي يوضح أننا نسعى إلى السلام ونريد السلام. ولكن ليس بأي ثمن». وبشأن كيفية تعاطي «فتح» مع قضية المفاوضات، قال «فتح لا تفاوض إسرائيل، عندما أذهب للتفاوض مع إسرائيل، أذهب كرئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير. ولكن فتح قالت كلمتها بالأمس، لقد قالت إننّا مع السلام، لكنَّ السلام لن يكون بأي ثمن، وقالت الحركة إنه لا يمكن أن يتحقق السلام الا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبانسحاب إسرائيل حتى حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى». وتابع «وقد أضافت فتح بعداً إقليمياً واعتبرت أن أراضي الجولان السوري العربي المحتل، وما بقي من الأرض اللبنانية، لا تقل أهمية عن أرض فلسطين. ولن نسمح بالتلاعب بالمسارات».
وعن مستقبل المفاوضات في ظل الحكومة اليمينية الإسرائيلية، قال عريقات: «علينا أن نعرف أنّ إسرائيل لا تريد التفاوض، مع فتح ومن دون فتح»، متابعاً أن «نتنياهو قال إنّه لن يتفاوض على القدس، معتبراً إياها عاصمةً لإسرائيل، وقال إنه لن يتفاوض على اللاجئين ولن يسمح بحق العودة، ولن يتفاوض على الأمن ويريد دولة منزوعة السلاح، ويريد من الفلسطينيين أن يعترفوا بيهودية الدولة، وبالتالي ترفض استئناف المفاوضات».
وعن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن مؤتمر «فتح»، قال عريقات إن الحركة «لن تسمح لإسرائيل ولا لغيرها بالتدخل بشؤونها الداخلية». وختم بالقول «لقد جاء فلسطينيون من 152 موقعاً في العالم، هناك فلسطينيون منتشرون في خمس قارات، وبالتالي أنا أعرف أنه ستتم مراقبتنا (من قبل الفلسطينيين) في كل حركة متعلقة بالمفاوضات».