علي حيدراعترفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أمس، بأن حركة «حماس» تواصل بناء قدراتها الصاروخية استعداداً لمواجهة مقبلة مع جيش الاحتلال، موضحة أن العمليات الصغيرة التي يتمّ تنفيذها في الفترة الأخيرة في قطاع غزة، لا علاقة لهذه الحركة بها، وإنما تنفذها فصائل على ارتباط بتنظيم «القاعدة».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن عشرات النشطاء من حركة الجهاد العالمي، سبق لهم أن شاركوا في مقاومة الاحتلال الأميركي في العراق، تسلّلوا إلى القطاع في العام الماضي، وينشطون في إطار فصائل متطرفة تنتمي إلى شبكة منظمات الجهاد العالمي.
وكشفت الصحيفة أن هذه الفصائل، التي تنشط بإيحاء من تنظيم «القاعدة»، مسؤولة عن محاولات تنفيذ عمليات في غزة، وأن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن هؤلاء النشطاء كانوا ضالعين في الإعداد لهجمات تم إحباطها قبل شهرين، استخدمت فيها خيول مفخخة لتفجيرها في بيت حانون.
ولفتت «هآرتس» إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية تُظهر أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يدخلون غزة، سوف يرتفع تدريجاً بموازاة تراجع الاحتكاكات مع القوات المحتلة في بلاد الرافدين.
ووفق الصحيفة نفسها، فإنّ جهاز «الشاباك» يدرك أن «حماس» ليست معنية بدخول نشطاء الجهاد العالمي إلى القطاع، وذلك لثلاثة أسباب: أولاً لأنهم لا يتحركون بموجب تعليماتها. ثانياً لأنهم ينتسبون إلى تنظيمات تحمل أفكاراً متطرفة ولا تقبل بأي مساومات ومفاوضات، وثالثاً لأنّ حركة المقاومة الإسلامية «لها مصلحة مؤقتة في التهدئة الحالية» بهدف إعادة بناء قدراتها العسكرية ومواصلة تثبيت سيطرتها على القطاع.
في المقابل، يرى المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون، بحسب المصدر نفسه، أن «حماس» تحكم سيطرتها على حركة «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في القطاع.
وعن الاتهامات الإسرائيلية المتواصلة ضدّ «حماس»، فقد أعرب مسؤولو «الشاباك» عن ثقتهم بأنّ الحركة تواصل تهريب الأسلحة إلى القطاع. وأضافت أنه على ضوء الصعوبات التي تواجهها جميع الفصائل الفلسطينية في تهريب الأسلحة، فإن «حماس» زادت جهودها في تصنيع الأسلحة المحلية، وحسّنت مدى الصواريخ، وهو ما أوصلها إلى امتلاك كميات من الصواريخ «تضاهي تلك التي كانت بحوزتها عشية الحرب على غزة في نهاية العام الماضي».