على الرغم من الأزمة المالية العالمية التي أرخت بظلالها السلبية على معظم القطاعات الاقتصادية، بقي الذهب في منأى عن الارتدادات، لكونه مطلوباً عالمياً للصناعة بدرجة عالية، فهو يستخدم في رقاقات الكومبيوتر وصناعة الأسنان وكل المكونات الإلكترونية. ويُستعمَل أيضاً في تصنيع الهاتف الخلوي وآلات التصوير والسيارات عبر استخدام خيطان ذهب رفيعة، هذا فضلاً عن الحلى والجواهر... هذا الواقع أدى إلى ارتفاع صادرات الذهب اللبناني حوالى 25%، أي بنحو 7 إلى 8 أطنان. وأوضح نقيب الصاغة والجوهرجية في لبنان وليد معوض أن لبنان يستورد 30 طناً من الذهب غير المشغول سنوياً، ويصدّر بموازاتها من الذهب المشغول أو المصنّع. وهذا العام ارتفع الاستيراد، ما انعكس ارتفاعاً في التصدير «وهذا أمر إيجابي، وخصوصاً أن لبنان يصكّ السبائك والليرات الذهبية، وهي مطلوبة في السوق العالمية».وأشار معوض إلى أن لبنان يصدّر الذهب باتجاه الأسواق العربية والأوروبية وأميركا، وأن هناك اتفاقاً مع أميركا يقضي بإعفاء صادرات لبنان من الجواهر إليها من الرسوم الجمركية، وبالتالي لا منافسة حقيقية داخل الأسواق الأميركية، لأن البضاعة اللبنانية مشغولة بذوق رفيع، وتتمتع بقيمة مضافة عالية. وبما أن الصناعة الأوروبية غالية جداً بسبب غلاء اليد العاملة، فإن تأثيراتها التنافسية محدودة جداً. وتبقى الصناعة الآسيوية، وتحديداً الصينية والتايلاندية والهندية، حيث أجور اليد العاملة متدنية، فهي التي تؤثر على صناعة الذهب اللبنانية. ولفت معوض إلى أن هذه الصناعة مفقودة نسبياً في العالم العربي، وهي متقدمة جداً في لبنان بكل مراحلها، من التصميم والتصنيع والتركيب، أما التعويل فعلى حركة السياحة الموسمية بين 15 آب و15 أيلول، «لأن هذا الموسم يوفّر مردوداً جيداً من السياح العرب والخليجيين الذين يشترون صاغتهم من لبنان».
(مركزية)