علي حيدرمع بداية الجولة الأوروبية لبنيامين نتنياهو، التي تشمل لندن وبرلين، أكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيؤكد خلال لقاءاته الأوروبية أن «إسرائيل لن تسمح بأي حد أو قيد على سيادتها على القدس، وعلى أنها ينبغي أن تحصل على ضمانات ليتمكّن المستوطنون من العيش حياةً طبيعية». وأضاف إنه «يتوقع تحقيق بعض التقدم ولكن ليس حدوث اختراق خلال لقائه (المبعوث الأميركي الخاص جورج) ميتشل». وكان نتنياهو قد استبق جولته بإعلان توقّعه تجدّد المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية نهاية شهر أيلول المقبل. جولة استهلها بالتوجّه أمس إلى العاصمة البريطانية، حيث سيلتقي صباح اليوم ممثلي الجالية اليهودية في بريطانيا، ثم يتبعه لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وميتشل، على أن يتوجّه لاحقاً إلى العاصمة الألمانية للقاء المستشارة أنجيلا ميركل.
وأكد المتحدث باسم نتنياهو، نير هيفيتز، أمس، عدم توقّع رئيس الوزراء حدوث انفراجة كبيرة خلال لقائه المبعوث الأميركي، «إلا أنه يأمل استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال شهرين».
وكان نتنياهو قد أوضح أول من أمس أن لقاءه ميتشل «لن يكون الأخير، وأنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من اللقاءات قبل انطلاق المسيرة السياسية»، موضحاً أن «المحادثات مع ميتشل هي فقط جزء من شبكة محادثات واتصالات جرت بطريقة مكثفة أخيراً وفي أجواء طيبة». وأشار إلى وجود «تقدم ما، وإن لم يكن توافقاً مطلقاً. وأن هناك محاولة لتقليص مجال عدم التفاهم والبحث في أجواء أكثر إيجابية بكثير». وأكد «الحاجة إلى العودة إلى المحادثات المباشرة بيننا وبين الفلسطينيين».

إسرائيل لن تسمح بأي حدّ أو قيد على سيادتها على القدس

وفي السياق، أوضح مصدر رفيع المستوى في حاشية نتنياهو، قبل وقت قصير من توجهه إلى لندن، أن رئيس الوزراء سيؤكد أمام براون وميركل «الحاجة إلى ممارسة ضغط متزايد، من أجل وقف تطوير السلاح النووي الإيراني». وأضاف إن الموضوع النووي الإيراني كان أحد المواضيع التي بحثها نتنياهو خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس. وتابع المصدر إن نتنياهو سيطرح أيضاً خلال محادثاته مواضيع أخرى تتعلق بمشاكل أمنية، بين ألمانيا وبريطانيا وإسرائيل.
وذكرت صحيفة «التايمز»، أمس، أن نتنياهو سيزور لندن لإجراء مباحثات تهدف إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط بعد تزايد الضغوط على الدولة العبرية لتجميد بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية. وأضافت إن «تصريحات ثلاثة وزراء إسرائيليين بارزين انتقدوا فيها الضغوط الأميركية، ورأوا أنّ البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية مشروعة، ستلقي بظلالها على زيارة نتنياهو إلى لندن».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن «نتنياهو يسافر للقاء ميتشل فيما جبهته السياسية الداخلية هادئة نسبياً ولا يوجد ما يهدّد ائتلافه الحكومي على المدى المنظور.
كما أن منتدى السداسية الوزارية، حيث تدور النقاشات السياسية الأمنية، يخلو من معارضة صاخبة جداً له، كما أن بعض الوزراء يدفعون نتنياهو إلى التقدم على المسار السياسي، وفي مقدمتهم وزير الدفاع إيهود باراك، فيما يطالبه وزير الشؤون الاستخبارية دان مريدور بالعمل على إنهاء التوتر مع الولايات المتحدة بشأن المستوطنات، والعودة إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن».
أما وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون، «الذي أحدثت تصريحاته الأخيرة بشأن عدم الرضوخ للأميركيين، ووصف النخبة بالفيروس عاصفة في إسرائيل، فقد خفض من مستوى إزعاجه بعد لقائه الاستيضاحي مع رئيس الوزراء».