جدد التشديد على «يهودية الدولة» ومستشاروه أكدوا رفضه تجميد الاستيـطانمحمد بدير
يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في لندن اليوم، لمواصلة البحث في المطلب الأميركي تجميد البناء في المستوطنات، في ظل مناخات تشاؤمية أشاعها نتنياهو ومستشاروه إزاء فرص حصول اختراق جدي على هذا الصعيد. وكان نتنياهو قد التقى في العاصمة البريطانية، التي يزورها في إطار جولته الأوروبية، أمس رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، وبحثا الشأن الإيراني وملف المستوطنات، إضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط.
لقاء حصل على وقع «الاستقبال» المفاجئ الذي أعده مئات المناصرين للقضية الفلسطينية في لندن، ما اضطرّ «بيبي» إلى دخول مقر الاجتماع من الباب الخلفي سيراً على الأقدام، وذلك لتجنب غضب المتظاهرين.واستبق نتنياهو لقاءاته الرسمية في لندن بجملة مواقف وتصريحات صدرت عنه وعن المقربين منه، أجمعت على الإيحاء بانخفاض سقف التوقعات من اللقاء مع ميتشل، وأطلقت إشارات غير مشجعة إزاء فرص النجاح في التوصل إلى اتفاق، أكان في شأن تجميد البناء في المستوطنات، أو مع الفلسطينيين عموماً. وشكّك رئيس وزراء دولة الاحتلال بفرص التوصل إلى مثل اتفاق كهذا، واضعاً شروطاً تقضي بضرورة حصول خطوات تطبيعية من الدول العربية، ولا سيما السعودية، قبل أي تجميد للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
وفي حديث مغلق مع مسؤولي وسائل إعلام بريطانية، قال نتنياهو إنه يجد صعوبة في تصديق أنه يمكن التوصّل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، «حتى لو انسحبت إسرائيل نظرياً من المناطق حتى آخر سنتيمتر». ولفت إلى أنّ الفلسطينيين أضاعوا 4 أشهر على مناكفات عديمة القيمة مع حكومته، «وهكذا أخّروا إمكان استئناف المفاوضات». وعلى حد تعبيره، فقد طرح الفلسطينيون شروطاً لم يسبق أن طرحوها على أي حكومة إسرائيلية أخرى. ورأى أن «أساس الصراع هو عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل دولةً قومية للشعب اليهودي»، وهو شرط «إن لم تجرِ تلبيته، فلا يمكن أن يكون هناك تسوية سلمية».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مقربين من نتنياهو نفيهم الأنباء التي تحدثت عن موافقته على تجميد البناء في المستوطنات. ويعتقد مستشارو رئيس الوزراء أن مكتب وزير الدفاع إيهود باراك يقف خلف هذه التسريبات، مشدّدين على أنه «في كل بحث مع الأميركيين، سيرفض نتنياهو الاستجابة لمطلب إدراج القدس الموسعة في تقييدات البناء». كذلك يجزم المستشارون بأنه «لا يوجد أي أمل» في أن يشهد الحديث مع ميتشل اختراقاً يمهّد لتفاهم على تجميد البناء في مقابل بادرات طيبة من جانب الدول العربية.
بموازاة ذلك، كشف الموقع الإلكتروني لـ«يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو عازم على الطلب من ميتشل أن تمارس واشنطن ضغوطاً على الرياض لتوافق على تنفيذ خطوات تطبيع مع تل أبيب قبل موافقة الدولة العبرية على التوصل إلى اتفاق بخصوص تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة. وأوضح الموقع أنّ نوع التطبيع المطلوب من السعودية يبدأ بفتح قنوات دبلوماسية مع إسرائيل، وفتح مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية المتّجهة إلى الشرق الأقصى.
ويرى نتنياهو أنّ على السعودية ودول عربية أخرى تقديم التزامات تجاه حكومته قبل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، على أن يكون ذلك قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 أيلول المقبل.
ويأمل «بيبي» أن يعقد لقاءً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة تحت رعاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه بعد رفض أويسغن طلب أراد، خاطبه الأخير بلهجة غير دبلوماسية، وأخذ يصرخ به، الأمر الذي أدى إلى «نشوء أجواء غير مريحة بتاتاً بين مكتبي نتنياهو وميركل».
(الأخبار)