بغداد ـ الأخباردخلت العلاقات العراقية ـــــ السورية في أزمة جديدة إثر استدعاء بغداد أمس، سفيرها علاء حسين الجوادي من دمشق، ومطالبتها بتسليمها قادة حزب البعث العراقي المتهمين بالتخطيط لتفجيرات يوم «الأربعاء الأسود»، التي تبناها تنظيم «القاعدة»، وهو ما استدعى إجراءً سورياً مماثلاً. ونقل بيان عن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله إن مجلس الوزراء قرر سحب السفير العراقي من دمشق ومطالبة الحكومة السورية بتسليم محمد يونس الأحمد وسطّام فرحان «لدورهما المباشر في تنفيذ العملية الإرهابية» التي أدّت إلى مقتل نحو مئة شخص وإصابة مئات آخرين بجروح.
وقال الدباغ إن حكومته «طالبت سوريا بتسليم جميع المطلوبين قضائياً ممن ارتكبوا جرائم قتل وتدمير بحق العراقيين، وطرد المنظمات الارهابية التي تتخذ من سوريا مقراً ومنطلقاً للتخطيط للعمليات الارهابية ضد الشعب العراقي».
وكانت السلطات العراقية قد عرضت يوم الأحد الماضي اعترافات «قيادي رفيع في حزب البعث ـــــ جناح محمد يونس الأحمد»، أكد خلالها مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري «بطلب من مسؤوله الحزبي سطام فرحان المقيم في سوريا».

«القاعدة» يتبنّى تفجيرات الأربعاء ودمشق ترفض الاتهامات العراقية
ووفقاً للدباغ، قرّر مجلس الوزراء تكليف وزارة الخارجية بمطالبة مجلس الأمن الدولي بتأليف محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين خطّطوا ونفذوا جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية. كما أوعز مجلس الوزراء بتنظيم ملفات استرداد المجرمين المطلوبين عن جرائم الإرهاب. وعلى الفور، كشف مصدر رسمي سوري عن قرار حكومته استدعاء سفيرها في بغداد رداً على الخطوة العراقية. ورفض المصدر، رفضاً قاطعاً، ما ورد على لسان الدباغ. وذكّر بأن دمشق أبلغت الجانب العراقي استعدادها لاستقبال وفد للاطلاع منه على الأدلة التي تتوافر لديه عن منفذي التفجيرات. وختم المسؤول السوري بالإعراب عن أسفه لأن تصبح العلاقات مع العراق «رهناً لخلافات داخلية وربما أجندات خارجية». وقبيل إعلان الحكومة العراقية استدعاء سفيرها رسمياً، كتبت صحيفة «البيان» اليومية المقربة من رئيس الحكومة نوري المالكي، افتتاحية بعنوان «هدايا الأشقاء»، بقلم رئيس تحريرها ياسين مجيد، وهو المستشار الإعلامي للمالكي، قال فيها إنّ «سوريا تحوّلت إلى قاعدة خلفية لتدمير العراق، ومن المستبعد جداً أن تكون الاستخبارات السورية لا تعرف بما يخطّط له أعضاء قيادة حزب البعث». وبعد وقت قصير على القرار العراقي، تبنّت «دولة العراق الاسلامية»، الفرع العراقي من تنظيم «القاعدة»، اعتداءات يوم الأربعاء. وقال البيان «استهدف أبناء دولة الإسلام في قلب بغداد مقار وزارات الخارجية والمالية والدفاع ومبنى محافظة بغداد وبعض أوكار الشر في منطقتهم الخضراء». وأعرب مصدر أمني عراقي لوكالة «أسوشييتد برس» عن اعتقاد حكومة المالكي بأنّ إعلان تبنّي «القاعدة» للعمليات، لا يعدو كونه وسيلة لتخفيف الضغط عن «البعث».