بعث الرئيس السوري بشار الأسد أمس ببرقية تعزية إلى نظيره العراقي جلال طالباني بوفاة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فيما يسيطر التوتر على العلاقات بين البلدين الجارين، وكان آخر تجلياته كلام الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عن نقل المسألة إلى الأمم المتحدة. وأفادت وكالة «سانا» بأن الرئيس السوري بعث «برقيتي تعزية إلى الرئيس جلال طالباني، رئيس جمهورية العراق، وإلى عمار الحكيم وقيادة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق بوفاة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس».ويأتي ذلك بينما تشهد العلاقات السورية العراقية توتراً على خلفيّة مطالبة بغداد دمشق بتسليم مطلوبين أمنيين. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إن بلاده «طلبت مراراً دون جدوى من سوريا تسليم المشتبه في صلتهم بالإرهاب الذين يحتمون داخل حدودها، في شرط لمواصلة العلاقات معها. وحتى ذلك الوقت، سوف تعاني العلاقة» بين البلدين. وأضاف أن «العراق سلم قائمة (مطلوبين) مرات عدة إلى السوريين خلال اجتماعات اللجان الأمنية، لكنهم يراوغون في الإجابة»، مشيراً إلى أن «الآن، العراق لن يقبل أي مماطلة».

أبدت سوريا استعدادها لاستقبال وفد عراقي يسلمها أدلة تتصل بمنفذي الهجمات

وشدد الدباغ على أن «العلاقات وصلت إلى مفترق طرق، أما أن تختار الحكومة السورية علاقات جيدة مع العراق، أو تختار حماية أشخاص يستهدفون العراق». وكشف عن تقديم العراق لاقتراح بإبرام اتفاقية استراتيجية مع جيرانه يفرض على سوريا طرد المشتبه بهم و«التنظيمات الإرهابية التي على أراضيها». وتابع: «إنهم (السوريين) رفضوا» ذلك.
وأشار الدباغ إلى أن بلاده «تعمل الآن على صعيد دولي لتقول للعالم إن الجرائم والإبادة الجماعية تنطلق من بلدان في المنطقة، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم العراق لوقف هذه الجرائم». وأضاف: «سنطالب من خلال الأمم المتحدة، وعبر علاقاتنا الثنائية، بتسليم هؤلاء إلينا، إذا كانت سوريا ترغب بعلاقات جيدة معنا. إننا نسير على المستوى الدولي لترك الناس يعرفون أن جرائم الإبادة الجماعية، تُطلَق من البلدان في المنطقة». وتابع: «يجب على المجتمع الدولي دعم العراق لوقف تلك الجرائم».
وحيال هذه الاتهامات، أبدت سوريا في بيان استعدادها لاستقبال وفد عراقي يسلمها أدلة تتصل بمنفذي هجمات يوم الأربعاء الدامي. وأوضحت أنه في حال عدم حصول هذا الأمر، فستعدّ ما نشر «أدلة مفبركة» لأغراض سياسية داخلية.
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس أن الأمر هو «شأن داخلي للحكومتين العراقية والسورية».
(أ ف ب)