غزّة ــ قيس صفديأوصى جهاز الأمن الإسرائيلي، أمس، الحكومة الإسرائيلية بإقرار «تسهيلات» للحصار المفروض على قطاع غزة، من خلال السماح بإدخال مواد تموينية للقطاع. ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن في مقدمة التبريرات التي قدمت لتنفيذ هذه «التسهيلات» دفع الاتصالات بشأن تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط، والضغوط الدولية على إسرائيل لتحسين الوضع في قطاع غزة، وخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة، بالإضافة إلى ما يراه جهاز الأمن «التهديد الدائم بانتشار الأمراض والأوبئة الذي يحتّم إدخال منتجات لمنع حدوث ذلك»، وخصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وشهر رمضان.
وتشمل القائمة التي أوصى جهاز الأمن الإسرائيلي بالسماح بإدخالها إلى القطاع سلعاً مثل القهوة والشاي ومعلبات الخضار واللحوم والأسماك والنقانق، ومعدات لمنشآت تطهير المياه. كذلك سيُسمح بإدخال نايلون ومواد خام للأبواب والنوافذ، ومدافئ ونفط، بالإضافة إلى السماح بإدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، بشرط إنهاء أعمال ترميم المحطة.
في هذا الوقت، رأى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس من مسجد النور في غزة، أن التدخلات الخارجية واستجابة السلطة الفلسطينية في رام الله تمثّل العائق أمام التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام الفلسطيني.
وشدّد هنية على أن حركته جادة في مشاركتها بالحوار، وسعيها إلى استعادة الوحدة الفلسطينية، لكنه رأى أن «ما جرى داخل أروقة الحوار لم يتماش مع روحه، فكلما تقدمنا خطوة عدنا إلى نقطة الصفر». وأشار إلى وجود عائق آخر يتمثل بالتعامل مع الأزمة القائمة «على أساس أن هناك تمرداً في غزة»، داعياً إلى التوقف عن هذا الوصف. وقال هنية «إذا كان الأخوة في حركة فتح غير راضين عن الوضع في غزة، فلسنا راضين عن الوضع في رام الله...». وطالب هنية بالفصل بين السعي لتحقيق المصالحة والملفات المرتبطة بتحسين حياة الغزيين، مشيراً إلى أن «هناك من يستغل الظروف السيئة لتحقيق الأجندات السياسية ونحن لا نعتمده نهجاً».
وتطرق هنية في خطبته إلى لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، وقال: «نعتقد أنها وصلت إلى الحقيقة وننتظر تقريراً أممياً منصفاً لدماء الشعب الفلسطيني». كذلك علق على تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر قبل يومين، مبدياً تحفظاته عليه.
إلى ذلك، اتهمت حركة «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال 14 من أنصارها في الضفة الغربية بالتزامن مع تأكيد مصدر في حركة «فتح» في قطاع غزة أن قوى الأمن التابعة لـ«فتح» تواصل لليوم الخامس على التوالي استدعاء العشرات من كوادر حركة «حماس».
(أ ف ب، يو بي آي)