غزة ــ قيس صفديردّت الحكومة المقالة في غزّة، أمس، على إعلان السلطة في الضفة الغربية إحباط محاولة انقلاب لـ«حماس»، فأعلن رئيسها إسماعيل هنيّة أن «جهاز الأمن الداخلي استطاع تفكيك العديد من الخلايا الأمنية المأجورة التي تعمل بطريقة ممنهجة لمصلحة سلطة رام الله والاحتلال الإسرائيلي بغية تخريب الوضع الأمني في ساحة غزة». وكشف هنية، خلال مشاركته في حفل تخريج حفاظ القرآن في غزة، عن وجود مجموعات تعمل باسم حركة «فتح» لإثارة «الفتنة واستهداف مسؤولين من حماس والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة». ولفت إلى أن هذه الخلايا «قدمت معلومات خطيرة وكاذبة إلى رام الله ومن ثم إلى الاحتلال الإسرائيلي في عملية تسمّى تجديد بنك الأهداف»، مضيفاً إن «هذه الخلايا الأمنية معظم عناصرها كانت تعمل في الأجهزة الأمنية السابقة ولا تزال تتلقى رواتبها وتعليماتها أيضاً من قيادات أمنية في رام الله ومرجعيات سياسية في الوقت نفسه».
ورغم تدهور العلاقة الداخلية بين حركتي «فتح» و«حماس» وتبادل الاتهامات والاعتقالات، قال هنية إنه «متفائل بجولة الحوار الوطني السابعة (المقررة في 25 الشهر الجاري) بما ستحمله من جديد بخصوص المصالحة».
‏في المقابل، وصف الناطق باسم المؤسسة الأمنية في سلطة رام الله، العميد عدنان الضميري، تصريحات هنية بأنها «دفاع عن النفس ومحاولة لتبرئة ميليشيات حماس ممّا يجري في الضفة للمجموعات والخلايا التي جرى كشفها أخيراً وهي تخطط لمهاجمة الأجهزة الأمنية واغتيال شخصيات في السلطة». وقال «هذه الأقوال لا تساوي شيئاً، وهي محاولة لتبرير اعتقال المئات من ضباط وعناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة». واتهم أجهزة الأمن في غزة بدهم بيوت ضباط وعناصر الأمن الموالين لسلطة رام الله واعتقالهم وتعذيبهم.
وعن صحة نقل هؤلاء الضباط والعناصر معلومات إلى قيادة السلطة في رام الله، قال الضميري: «إذا كان ضباط ينقلون إلى قيادتهم الشرعية أي معلومات فهذا واجب وحق، ولكن هذا الوضع لا أساس له من الصحة، بل محاولة لتبرير ما تقوم به حماس وقيادتها من تخطيط لمواجهة قوات الأمن الفلسطينية وإطلاق النار عليها واغتيال قيادات فلسطينية، إنها قضية انتقامية وردّات فعل لا غير».
وفي سياق حملة الاتهامات المتبادلة بين الحركتين، قال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إن «التصريحات الصادرة عن بعض فصائل منظمة التحرير عن عدم انعقاد جولة الحوار السابعة المقبلة، تعكس رغبتها في توفير غطاء لحركة فتح التي لا تريد المشاركة في هذه الجلسة». وقال إن «حماس تمتلك معلومات مؤكّدة تفيد أن حركة فتح غير معنية بالحوار ولا استمراره وتحاول التملّص منه واستغلال موقف هذه الفصائل كغطاءٍ يبرر لها عدم الذهاب إلى الحوار أو التعنت في شروطه».
وكان أبو زهري يرد على تشكيك عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، أمس، في إمكان انعقاد الجولة السابعة من الحوار، استناداً إلى أن «نتائج الجولات الثنائية السابقة ووجهت بمعارضة وطنية وشعبية واسعة».