خاص بالموقعأنتجت التفجيرات الكبيرة التي ضربت العراق في الأيام الأخيرة، والتي استهدف بعضها مناطق كركوك وتلعفر، حالات سياسية وأمنية تطالب بالأمن الذاتي تارة، وبالتقوقع إزاء الأطراف الأخرى تارة أخرى. حالات يُخشى أن تؤدي إلى نتائج سلبية، نظراً إلى الاختلاط الطائفي والقومي الذي يُعرَف عن عدد كبير من مناطق بلاد الرافدين.
وجدّد قادة تركمان العراق، أمس، المطالبة بالتسلّح لحماية أنفسهم، مؤكدين أنهم مهددون بـ«الإبادة» إثر هجمات دامية تتعرض لها مناطقهم الشمالية.
وطالب رئيس جمعية حقوق الإنسان في «تركمن إيلي» (مناطق التركمان في العراق) سواش أوجي، بـ«ضرورة السماح للتركمان بحمل الأسلحة وإنشاء قوة لحماية مناطقهم لمواجهة الإبادة الجماعية التي نتعرض لها».
وأوضح أن اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في كانون الثاني المقبل، وحلّ مسألة كركوك والمناطق المتنازع عليها التي يقطنها تركمان، هما من «الأسباب الحقيقية لاستهداف تلعفر (حيث لقي 36 شخصاً مصرعهم أول من أمس) وتازه وداقوق وطوزخورماتو وسليمان بيك وإمرلي».
وذكّر أوجي بأن عدد التركمان الذين هاجروا العراق بعد عام 2003 حتى اليوم «يتجاوز 250 ألف شخص نتيجة استهدافهم في مناطق انتشارهم، فانتقلوا إلى تركيا وسوريا والأردن ودول ناطقة باللغة التركية بحثاً عن الأمن والاستقرار».
ورأى المسؤول نفسه أن التركمان يواجهون «حملة لإرغامهم على القبول بأنهم أقلية صغيرة ترضى بمشاريع التقسيم والتخندق القومي والطائفي».
وفي السياق، أنشأت القوى العربية في كركوك «المجلس السياسي العربي»، ليكون أول مرجعية عربية موحدة لهم منذ عام 2003. ولفت الشيخ حسين علي صالح الجبوري إلى أن «العرب يواجهون تحديات كبيرة من خلال الأعمال الإرهابية أو شراء الذمم كي يبقوا مهمّشين»، كاشفاً أن «المجلس» سيكون «صاحب القرار لرسم سياسة العرب ونهجهم».
وطمأن إلى أنه لن يكون هناك «أيّ حراك سياسي من دون المرور بهذه المرجعية»، مشدداً على أن العرب «نجحوا في بنائهم السياسي وتحدّوا الإرهاب الأعمى».
من جهته، برر الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي، أحد أبرز شيوخ قبيلة العبيد في كركوك، تأسيس «المجلس العربي» بأنّ عرب المدينة يعانون من «عدم الانسجام والتشتت، لذلك سعينا لبناء مرجعية سياسية تضمن القرار الجماعي. هذا قدرنا الذي يجب مواجهته لضمان حقوقنا، فنحن جزء من محيطنا العربي ولا يمكننا الانسلاخ عنه».
وأبرز المنضوين في المجلس تنظيمات: «كركوك الوطنية» و«كتلة الوحدة العربية» و«التجمع الوطني العشائري» و«التجمع الجمهوري»، إضافة إلى هيئات أخرى وأكاديميين وشخصيات مستقلة وشيوخ عشائر.
(أ ف ب)