بغداد ـ الأخباريعيش العراق في الأيام القليلة المقبلة استحقاقين، أولهما دبلوماسي يتمثل بالزيارة الأولى لرئيس الحكومة نوري المالكي إلى اميركا ـــــ باراك أوباما، والثاني أمني يتجسّد بإمرار ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم بأقل أضرار ممكنة. وكشفت وزارة الخارجية العراقية، أمس، عن أن وفداً عراقياً برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري موجود حالياً في نيويورك، لبحث ترتيبات زيارة المالكي المرتقبة إلى مقر الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، والتي تتضمن لقاءً أول مع أوباما في البيت الأبيض في واشنطن في 21 من الشهر الجاري. وكان المالكي قد زار واشنطن في تموز 2006، كما شارك عام 2007 باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فيما زار أوباما بغداد في 26 نيسان الماضي قبل أن يحط نائبه جو بايدن في بلاد الرافدين قبل أسبوعين «للاطلاع على عملية انسحاب القوات الأميركية، وبحث المصالحة العراقية».

يُرجَّّح أن يذكّره أوباما بأن العلاقة بين الشيعة والسنة والأكراد لا تسمح بإحراز تقدم سياسي
وبحسب المصادر العراقية، سيبحث المالكي مع أوباما القضايا ذات الشأن المشترك، في ضوء اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي يتضمّن تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية بين البلدين، بالإضافة إلى الخطوات اللاحقة لتطبيق الاتفاقية الأمنية الاميركية ـــــ العراقية. أما مباحثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فستتركز على بحث العقوبات الدولية المفروضة على العراق بموجب الفصل السابع، والتي يسعى حكام بغداد إلى وقف العمل بموجبها، وخصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات المالية والتعويضات المستحقة للكويت إثر غزوها عام 1990.
ويُتوقَّع أن يسمع المالكي من أوباما ما سبق للأخير أن ردّده أخيراً، ومفاده أن الوضع الأمني في بلاد الرافدين «يشهد تحسناً»، غير أن وتيرة العمل السياسي بين «الشيعة والسنة والأكراد لا تسمح بإحراز القدر الملائم من التطور السياسي».
أما في العراق، فتبقى الهموم «أصغر» بكثير من القضايا التي ستحضر على طاولة لقاءات المالكي، إذ يعيش العراق حالة أشبه بحظر تجوال تدوم حتى يوم الأحد، بهدف تأمين طرقات مئات الآلاف الذي يتوافدون إلى مرقد الإمام موسى الكاظم لإحياء ذكرى وفاته التي تصادف غداً.
وضاقت الشوارع الرئيسية في بغداد بالرجال والنساء والأطفال القادمين من مختلف المناطق للمشاركة في إحياء ذكرى سابع أئمة الشيعة الاثني العشرية. واتخذت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة لحماية الزوار، تمثلت في منع سير الدراجات النارية وعربات البضائع ونشر الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. ورغم هذه الإجراءات، استهدفت عبوات ناسفة الزوار ما أدى إلى إصابة 18 شخصاً على الأقل، بينهم نساء بجروح.
وبعد هذه الهجمات، أُغلق عدد من الطرق والجسور بينها شارع السعدون وجسر السنك، وكلاهما وسط المدينة، أمام السيارات ليتسنى لها ضمان أمن الوافدين.