لا تزال حصة السياحة العربية من السياحة العالمية ضئيلة جداً، إذ إنها تبلغ 2.5 في المئة، على الرغم من وجود مقوّمات كبيرة تتمتع بها القطاعات السياحية العربية. فقد ارتفع معدل النمو السياحي في الشرق الأوسط خلال عام 2008 بنسبة 11 في المئة، في مقابل 2 في المئة في العالم، فيما تتوقع منظمة السياحة العالمية أن يبقى النمو في المنطقة العربية إيجابياً، بمعدل يراوح بين 2 في المئة و6 في المئة خلال 2009.ويبدو أن هذه النتائج كان سببها الرئيسي الأزمة المالية العالمية، بحسب ما يشرح رئيس مجلس إدارة شركة جنان للفنادق والمنتجعات سعيد أحمد محمد بن بطي، إذ يعتقد أن الأزمة أرست دعائم السياحة العربية البينية التي كانت تعاني قصوراً واضحاً في السنوات الماضية، ولم تتجاوز 42 في المئة من السياحة العربية، أي إن 58 في المئة من السياحة العربية تتجه إلى خارج الوطن العربي.
والسياحة البينية تعدّ الأكثر إيراداً للدخل السياحي، لأن السائح العربي أطول إقامة وأكثر إنفاقاً. ويشير بن بطي إلى حجم إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي خلال الإجازة السنوية، إذ يقدّر بحوالى 20 مليار دولار. فالسعوديون يحتلون المرتبة الأولى في الإنفاق على إجازاتهم السنوية بحوالى 8.5 مليارات دولار، يليهم الكويتيون والإماراتيون بحوالى 5 مليارات دولار لكل منهما، ثم القطريون بقيمة 600 مليون دولار، ثم العمانيون بمقدار 400 مليون دولار، بينما يحتل البحرينيون المرتبة الأخيرة بحوالى 300 مليون دولار.
ويشير بن بطي إلى أن التقديرات المتصلة بالقطاع في لبنان تؤكد إفادته من الأزمة العالمية، ومن انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في بعض الدول العربية، إذ دفع الأمران إلى تغيير وجهة السائح العربي نحو دول المنطقة القريبة، ولذلك يتوقع وصول مليوني سائح في صيف 2009، غالبيتهم من السياح العرب.
(الأخبار)