أكّدت منظّمة التجارة العالميّة التوقّعات التي كان مديرها العام باسكال لامي قد أطلقها في حزيران الماضي، وقالت في بيان نشر أمس، إنّ التجارة الدوليّة ستتراجع بنسبة 10 في المئة خلال العام الجاري.هذا التقلّص في أكثر القطاعات حيويةً في العولمة سبّبته موجة الركود التي نتجت من الأزمة الماليّة، لكن يبدو أنّه يبدأ مرحلة الانحسار، بحسب المنظّمة.
وفي مؤتمر صحافي عقد على هامش مؤتمر لمنظّمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا ـــــ المحيط الهادئ (APEC) في سنغافورة، قال لامي، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز»، إنّ البلدان الآسيويّة «تقود التعافي في التجارة الدوليّة»، ورغم ذلك «ليس هناك مجال للشعور بالرضى».
وأشار مدير المنظّمة التابعة للأمم المتّحدة إلى أنّه لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كانت الإجراءات التي اتخذت في العام الماضي لتحفيز تمويل التجارة قد بدأت تأخذ مفعولها، وخصوصاً بعدما أدّى التجمّد في أسواق الائتمان في العام الماضي إلى شحّ السيولة المتوفّرة للشركات التجاريّة.
تلك السيولة تعدّ مثل «النفط بالنسبة إلى التجارة الدوليّة»، بحسب لامي، وفي آسيا «يبدو أنّ المزيد من النفط يعود إلى الأسواق».
ووفقاً للأرقام التي نشرتها المنظّمة أمس، نمت التجارة الدوليّة اسمياً بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي، ليبلغ حجمها 15.78 تريليون دولار، أمّا واقعياً، أي في ما يتعلّق بقيمة الكميّة المتبادلة، فإنّ نسبة النموّ تنخفض إلى 2 في المئة في عام 2008، بعدما كانت النسبة 6 في المئة في العام السابق.
وبالنسبة إلى لبنان فإنّ الصادرات تأثّرت مثلما هي حال معظم الاقتصادات حول العالم بسبب تراجع الطلب الخارجي، حتّى لو أنّ هذا القطاع لا يمثّل حصّة كبيرة من النشاط الاقتصادي، وفقاً لصندوق النقد الدولي، إلّا أنّ نموّه يعدّ مؤشّراً مهماً للنموّ الإجمالي.
(الأخبار)