الانقسام الفلسطيني يبدو أنه يدخل منعطفاً جديداً، عنوانه هذه المرّة المؤتمر السادس لحركة «فتح»، بعد إصرار «حماس» على رفض مغادرة المسؤولين «الفتحاويين» غزة. أزمة قد تنعكس على الجولة السابعة للحوار، الذي بدأت القاهرة التلويح بتأجيله
القاهرة ــ خالد محمود
أعلنت حركة «حماس»، أمس، أنها أبلغت القاهرة كتابياً أنها لن تسمح لأحد من الفتحاويين بمغادرة قطاع غزة إلى بيت لحم للمشاركة في فعاليات المؤتمر السادس لـ«فتح»، الذي يُعقد في 4 آب المقبل، إلا إذا أطلقت الأجهزة الأمنية سراح معتقلي الحركة الإسلامية في الضفة الغربية.
وقال القيادي في «حماس»، الناطق باسم كتلتها البرلمانية، صلاح البردويل: «لن يخرج أحد من أعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح من غزة إلا إذا أُفرج عن معتقلي حماس في الضفة، وقد أبلغنا هذا القرار كتابياً إلى الجهات المصرية». ورأى أنه «ليس من المنطقي في ظل الإجراءات والاجتثاث والاغتيالات التي تجري في سجون السلطة بالضفة الغربية والتي تقوم بها وتقودها حركة فتح، أن تكون حركة حماس ساذجة لدرجة أن تسهّل عمليات الإجرام التي تقوم بها حركة فتح في الضفة وتسمح بسفر أعضائها إلى المؤتمر».
وقال البردويل: «كنا نود أن نبني علاقة وننهي الانقسام ونقيم مصالحة على أسس وطنية، لكن للأسف الشديد، حركة فتح اتخذت من هذه الحوارات ستاراً لمزيد من الجرائم التي كان آخرها اغتيال وقتل المجاهد كمال أبو طعيمة الذي يمر الآن في حالة موت سريري إثر التعذيب في سجون الوقائي». وأضاف أن «هذه الجرائم لا يمكن بحال من الأحوال أن تنقّي الأجواء».
وفي ما بدا أنه بمثابة تمهيد لإعلان تأجيل جديد في الجولة السابعة والختامية في ماراثون الحوار الوطني الفلسطيني، رأى الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أمس، أن الوضع الحالي بين حركتي «فتح» و«حماس» يدعو للأسف.
وفي تعليقه على تهديد «حماس» بمنع أعضاء «فتح» في غزة من السفر، قال زكي: «إننا نعتقد أن المشاركة في مثل هذه المؤتمرات الحزبية يجب أن يكون أمراً مسلّماً به ومفتوحاً في إطار التعددية السياسية الفلسطينية». وأضاف أن «ما تأمله مصر هو أن يتنبه العقلاء إلى خطورة هذا الوضع وأن يسارعوا إلى تدارك هذه الأخطاء لأن عدم السماح بسفر أو بحرية تنقل أي وفود فلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة هو أمر لا يمكن أن يقبله أحد». وأشار إلى أن بلاده أجرت وتجري اتصالات تأمل أن تتمكن من إقناع الأخوة الفلسطينيين بخطورة هذه الخطوات، وباتخاذ الخطوات الصحيحة من أجل مصلحة الممارسة السياسية الفلسطينية السليمة.
وفي السياق، قال مصدر في «فتح»، أمس، إن الحركة تقدمت من السلطات الأردنية بطلب لتسهيل مرور أعضائها المشاركين في مؤتمرها السادس عبر الأراضي الأردنية إلى الضفة الغربية، إلا أن الأردن نفى تسلمه طلباً بهذا الشأن.
وقال المصدر في «فتح» إن الحركة أعدت قائمة تضمّ أسماء نحو 300 شخص من أعضاء المؤتمر السادس ممن يقيمون في سوريا واليمن ومصر ولبنان، وسُلِّمت هذه القائمة للسلطات الأردنية لتسهيل مرورهم عبر الأردن إلى بيت لحم للمشاركة في أعمال المؤتمر السادس. وأكد أن إسرائيل منحت الموافقات اللازمة لدخول الأعضاء. وأمل أن تقدم الحكومة الأردنية التسهيلات لهولاء الكوادر لتمكينهم من المشاركة في المؤتمر «المصيري».
من جهته، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الاتصال والإعلام، نبيل الشريف: «لا مشكلة لدينا في الأردن في دخول الزوار أو المرور عبر أراضينا، غير أنّ حركة فتح لم تخاطبنا بشأن هذا الأمر، وفي حال مخاطبتنا ستُتخذ الإجراءات الملائمة».