حطّ وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمس، في العراق فجأة، في زيارة لم يخصصها لبحث مهام القوات الأميركية فقط، بل لمشاكل الحكم العراقي، ولا سيما مع إقليم كردستان

بعد نحو سبعة أشهر على آخر زيارة قام بها، وصل إلى العراق أمس وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس في زيارة يمثّل الهاجس الأمني أولوية فيها، بالإضافة إلى مواضيع أخرى أهمها مسألة تسليح الجيش العراقي. وقال غيتس إنه قادم «لمعاينة المرحلة المقبلة من مهمة القوات الأميركية في العراق».
والتقى غيتس في بغداد، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره العراقي عبد القادر العبيدي ووزير الداخلية جواد البولاني. وقال العبيدي، للصحافيين بعد اللقاء، «بحثنا التسليح والتجهيز والتدريب وسبل التعاون بين بغداد وواشنطن حتى نهاية عام 2011، بالإضافة إلى خططنا مستقبلاً، كذلك أجرينا تقويماً لأوضاع الإرهاب». ونفى الاتهامات التي تتحدث عن حشد جنود عراقيين على الحدود مع الكويت، قائلاً «ليست هناك قوات برية أو جوية أو بحرية على الحدود مع الكويت».
وتفقد غيتس مركزاً مشتركاً للعمليات بين الأميركيين والعراقيين. واطّلع على قواعد الاشتباك الجديدة للقوات الأميركية في العراق بعد انسحابها من المدن والبلدات العراقية آخر حزيران الماضي، وفقاً للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن الخريف الماضي، على أن يكون الانسحاب التام نهاية عام 2011.

القوّات العراقية تسيطر على معسكر «أشرف» التابع لمجاهدي خلق
وقال غيتس، لدى لقائه القادة الأميركيين في القاعدة، إن زيارته «هدفها معاينة المرحلة المقبلة من مهمتنا في العراق». وأضاف أن «الأوضاع مختلفة اختلافاً مثيراً للدهشة عما كانت عليه في كانون الأول 2006»، في إشارة إلى زيارته الأولى بعد تعيينه وزيراً للدفاع.
وفي السياق، أوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى أن غيتس يسعى إلى حض العراقيين على حل خلافاتهم قبل الانسحاب الأميركي التام نهاية عام 2011. وأضاف أن غيتس سيحاول التقريب بين العرب والأكراد للتوصل إلى تسوية حول المناطق المتنازع عليها والمحاذية لإقليم كردستان.
وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن «ترى أن من واجب الأطراف العراقية اعتماد مقاربة جديدة في الأقوال والأفعال تدفعهم إلى الانكباب ضمن عملية سياسية سلمية».
وأضاف المسؤول الاميركي أن «الأكراد، وهم الحلفاء المؤكدون لنا منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، لديهم مصلحة للاستفادة من وجودنا للتوصل إلى اتفاق حول المناطق المتنازع عليها، وخصوصا كركوك» المتعددة القوميات والغنية بالنفط.
يشار إلى أن غيتس سيزور إقليم كردستان خلال الزيارة التي تستغرق يومين.
من جهة ثانية، أعلن الجيش العراقي السيطرة على معسكر أشرف، القاعدة الرئيسية لـ«مجاهدي خلق». وأفاد مصدر لوكالة «فرانس برس»، أنه «بعد فشل المفاوضات مع المجاهدين للدخول سلمياً، دخل الجيش العراقي معسكر أشرف بالقوة ويسيطر الآن على كل من المناطق الداخلية، وجميع مداخل المخيم... ولم تحدث أي إصابات».
من جهتها، أعلنت منظمة «مجاهدي خلق»، في بيان، أن «المقاومة الإيرانية تحمّل القوات الأميركية مسؤولية حماية سكان أشرف، وندعو الأمين العام للأمم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل فوراً لوقف هجوم للقوات العراقية».
على مستوى آخر، أعلن النائب عن التحالف الكردستاني، محمود عثمان، «أن الحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني، سيعودان لحكم إقليم كردستان. ومن المتوقع أن يتسلّم برهم صالح رئاسة حكومة الإقليم، بحسب ما تم الاتفاق عليه بين الحزبين الكرديين».
إلى ذلك، بدأ في أنقرة الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية التركية ـــــ العراقية ـــــ الأميركية الخاصة بمعالجة مسألة حزب العمال الكردستاني. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن المحادثات تجريها اللجنة المشتركة التي أنشأتها تركيا والعراق والولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي، لكبح جماح عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
ويرأس الوفود الثلاثة المشاركة في المحادثات كل من وزير الداخلية التركي بشير اتالاي، ووزير الداخلية العراقي شيروان الوائلي، ونائب قائد قوات الاحتلال في العراق ستيفن هامر.
ويتوقع أن يناقش المشاركون التقدم الذي تحقق منذ اللقاء الأخير للجنة الثلاثية في 11 نيسان، والخطوات الإضافية التي يجب اتخاذها، فضلاً عن قضية مخيم مخمور للاجئين الأكراد في شمال العراق.
(الأخبار، ا ف ب، يو بي آي)