يخضع المؤتمر السادس لحركة «فتح»، الذي ينعقد في بيت لحم الشهر المقبل، للتجاذب بينها وبين حركة «حماس»، التي أكدت رفضها السماح لفتحاويي غزة بالتوجه إلى الضفة الغربية، في مقابل تهديد الرئيس محمود عباس بإلغاءالمؤتمر
أعلن القيادي في «حماس» محمود الزهار، أمس، أن الحركة الإسلامية «لن تسمح لأعضاء من فتح في غزة بالتوجه إلى الضفة الغربية للمشاركة في مؤتمرهم السادس، قبل الإفراج عن جميع معتقليها». في المقابل، ردت «فتح» بنبرة قاسية، تجلت أولاً بالتحذير من إلغاء أي فرصة مستقبلية للحوار، إضافة إلى تهديد الرئيس محمود عباس بإلغاء انعقاد المؤتمر، وتنفيذ مزيد من الاعتقالات. وقال الزهار، في تصريح نشره المكتب الإعلامي لـ«حماس» في غزة، «إذا أرادوا أن يتحركوا من غزة بحرّية والذهاب إلى المؤتمر، فعليهم أن يطلقوا سراح جميع المعتقلين». وأضاف «لا نريد أن نعطل عليهم المؤتمر. فنحن نعلم نتائجه مسبقاً وكنا نتمنّى له النجاح، لكننا لا يمكن السماح باستغلاله لإفشال حالة الأمن في غزة. ولدينا أدلة على تورط عدد من أعضاء فتح في غزة بالتآمر، وهم الآن في السجون لدينا».
وفي السياق، أكد الناطق باسم الحركة الإسلامية، سامي أبو زهري، أن «الموقف النهائي لحماس مرتبط بالتزام فتح بالإفراج عن أبناء الحركة المعتقلين في سجون سلطة رام الله»، مطالباً «بتوفير دفاتر جوازات السفر لسكان القطاع لتمكينهم من التنقل بحرية إلى خارج غزة». وأكد أن «كل ما دون ذلك هو تسريبات إعلامية لا أساس لها من الصحة»، مشيراً إلى أن «تهديدات فتح لن تفلح في تغيير موقفنا».
وكانت «حماس» قد نفت صباح أمس ما تردّد من أنباء عن موافقتها على سفر كوادر «فتح» إلى الضفة. وكان القيادي في «فتح» إبراهيم أبو النجا، قد أعلن لوكالة الأخبار الفلسطينية المحلية «سما»، أن «سوريا ومصر أبلغتا الرئاسة الفلسطينية بموافقة حماس على سفر أعضاء مؤتمر فتح إلى بيت لحم».
في المقابل، هددت «فتح» باعتقال المزيد من أعضاء في «حماس» إذا «منعت الأخيرة أعضاء فتح في غزة من حضور مؤتمرها السادس في الضفة». وقال عباس إنه «سيلغي أول مؤتمر لفتح منذ عشرين عاماً، إذا منع أعضاء الحركة في غزة من الحضور»، مضيفاً إنه «طالب مصر وسوريا بالضغط على حماس كي تسمح لأعضاء فتح بمغادرة قطاع غزة لحضور المؤتمر».
ومنعت الحركة الإسلامية «أعضاء فتح من مغادرة قطاع غزة يوم الأحد الماضي». وقال أمين سر حركة «فتح» في رام الله، رائد رضوان، في إشارة إلى المحادثات التي تجري بوساطة مصرية والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق وحدة بين الجانبين، «منع رجالنا من الحضور إلى الضفة سيكون المسمار الأخير في نعش الحوار».
بدوره، قال المسؤول الفلسطيني المكلف التنسيق مع إسرائيل بشأن المؤتمر، حسين الشيخ، إنه «حصل على موافقة إسرائيل على السماح لأعضاء فتح الذين يعيشون في الخارج وفي قطاع غزة بالدخول إلى الضفة».
وقد وصل، أمس، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس مكتب التعبئة والتنظيم المركزي، محمد راتب غنيم (أبو ماهر)، إلى رام الله للإقامة فيها بعدما قرر إغلاق مكتبه في تونس. وجرى لأبو ماهر، الذي قرر الانضمام إلى تيار عباس في «فتح»، استقبال رسمي في مقر الرئاسة الفلسطينية في مبنى المقاطعة برام الله، حيث قرأ الفاتحة ووضع إكليلاً من الزهور على ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات. وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها أبو ماهر إلى الأراضي الفلسطينية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. ويعد وصول أبو ماهر ضربة لجهود أمين سر اللجنة المركزية للحركة فاروق قدومي (أبو اللطف) للحيلولة دون عقد المؤتمر تحت ما وصفه «حراب الاحتلال الإسرائيلي» في بيت لحم.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)