strong>انسحب آخر جندي بريطاني من العراق، كما دخل أول يوم محتلاً لبلاد الرافدين، على دماء الأبرياء، الذين سقط منهم أمس 29 قتيلاً بتفجيرات استهدفت مساجد
أنهت القوات البريطانية، أمس، ستة أعوام من وجودها في العراق، الذي كانت قد بدأته مع الاجتياح الذي أطاح نظام الرئيس السابق صدام حسين، في ربيع عام 2003. وبموجب الاتفاق الموقّع العام الماضي، بين لندن وبغداد، غادرت القوة الباقية العراق الأسبوع الجاري. وكانت بريطانيا قد سحبت الجنود المئة التابعين للقوة الملكية البحرية الباقين من أصل 46 ألفاً شاركوا في الاجتياح، إلى الكويت. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن «فترة بقاء قواتنا تنتهي في 31 تموز، وقمنا بسحب المدرّبين التابعين للبحرية الملكية، بالتزامن مع محادثات مع الحكومة العراقية حول الاتفاقية الجديدة»، مضيفاً أن «بريطانيا ستواصل تدريب ضباط الجيش كجزء من قوات حلف الأطلسي في العراق، وستقوم بإعداد مدربين تابعين للجيش العراقي».
يشار إلى أن مجلس الوزراء العراقي أقرّ الاتفاقية، لكن البرلمان فشل في تحقيق النصاب المطلوب للتصويت عليها، كما بدأت عطلة البرلمان الصيفية التي تنتهي آخر أول أسبوع من أيلول.
ويأتي الانسحاب البريطاني بعد يوم من بدء التحقيقات بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق، حيث تم الإعلان بأن رئيس الوزراء السابق طوني بلير سيستدعى للإدلاء بإفادته. وأكد المسؤول عن التحقيق، السير جون شيلكوت، أن لجنة التحقيق ستعلن استنتاجاتها أواخر عام 2010 على أقل تقدير ولن تتردد في إعلان انتقاداتها.
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 29 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح، في انفجار خمس عبوات ناسفة استهدفت مصلّين أثناء خروجهم من مساجد وحسينيات شيعية في بغداد وضواحيها.
من جهة ثانية، أعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو، أن من المقرر أن يسافر إلى العراق في النصف الأول من شهر آب الجاري لبحث استئناف عقود طاقة أبرمت قبل الحرب. وقال للصحافيين «أولاً (سيكون هناك) مجموعة عمل لتحليل عقود ما قبل الحرب». وكانت شركات روسية، مثل لوك أويل، قد أبرمت عقوداً في العراق، لكنها ألغيت بعد سقوط حكومة صدام حسين. وتأمل «لوك أويل» في تجديد عقودها، وتتطلع شركات طاقة روسية أخرى للاستثمار في المنطقة.
وقال شماتكو إن روسيا لن تدخل في عقود مشاركة في الإنتاج جديدة إلا إذا وجدتها مربحة.
(أ ف ب، رويترز)