كثّفت السلطات اليمنية حملاتها ضد «الانفصاليين» والصحافيين اليمنيين على وقع ارتفاع التوتر في المناطق الجنوبية المطالبة بالانفصال عن الشمال، وسط تحذير منظمة المؤتمر الإسلامي من الإنصات «إلى أصوات الفرقة التي تطالب بتمزيق وحدة هذا البلد»أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، إلقاء القبض على ستة أشخاص تورّطوا في عملية تهريب مواد متفجرة في جنوب البلاد، فيما تشهد المحافظات الجنوبية احتجاجات يومية زادت حدّتها منذ 21 أيار الماضي، وأدّت إلى سقوط قتلى وجرحى، إثر مطالبة المحتجّين بـ«فك الارتباط» بين الجنوب والشمال.
وذكر المركز الإعلامي الأمني التابع لوزارة الداخلية، في بيان، أن المواد المتفجرة التي ضبطت مع المهرّبين في مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج في جنوب اليمن، مؤلفة من 70 كيس «ديناميت»، إضافة إلى 76 شريط تفجير، وأكثر من 300 صاعق تستخدم فى عمليات للتفجير.
وأوضح مصدر أمني أن هذه الكمية من المواد المتفجرة جُمع بعضها من منازل المتهمين الذين يقيمون بصورة دائمة في مدينة الراهدة التابعة لمحافظة لحج. وأشار إلى أن شخصاً سابعاً من أفراد هذه المجموعة التي اشتركت في عملية تهريب المتفجرات لا يزال هارباً، وتجري ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي رفضها لأي دعوة تهدف إلى تقسيم اليمن، محذرة من دعوات الانفصال. وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إكمال الدين إحسان أوغلو، في بيان أمس، «دعمه الثابت لوحدة اليمن واستقراره»، رافضاً في الوقت نفسه «دعوات الانفصال، وأصوات الفرقة التي تطالب بتمزيق وحدة هذا البلد».
وقال أوغلو «إن وحدة اليمن تنطلق من القواسم المشتركة بين فئات الشعب اليمني الواحد»، معرباً «عن رفضه لأي دعوة تهدف إلى تقسيم اليمن». وحذر من الالتفات إلى الأصوات الداعية إلى الفرقة، داعياً اليمنيين إلى توخّي الحيطة والحذر إزاء أي دعوة للمساس بوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه.
بدوره، ندد مركز الدوحة لحرية الإعلام بالرقابة المفروضة على الصحافة اليمنية، على خلفية التوتر المتصاعد في جنوب البلاد، مشيراً إلى توقيف صحافيين ناشطين على الإنترنت. وذكر المركز أن الصحافي يحيى بامحفوض أُفرج عنه في 28 أيار، بعد عشرين يوماً من الاعتقال لدى الاستخبارات في محافظة المكلا، حيث استُجوب في شأن علاقته مع عدة مواقع إلكترونية محجوبة. وأجبر على توقيع تعهد بعدم إطلاقه أي موقع أو مدونة على الانترنت من دون موافقة السلطات، فيما لا يزال مكان احتجاز صاحب موقع «مكلا برس»، فؤاد رشيد، ومصيره مجهولاً.
كذلك أوضح المركز أن عدة مواقع إلكترونية مؤيدة للدعوات الانفصالية في جنوب اليمن أو مناهضة للحكومة قد حُجبت، فضلاً عن وقف صدور ثماني صحف ومجلات. وطالب بـ«وقف الاعتقالات التعسفية والرقابة الإدارية» بحق الصحافيين والصحافة في اليمن.
وفي السياق، بدأت أمس محاكمة 13 يمنياً ينتمون إلى ما يعرف بالتيار الجهادي، بتهمة مهاجمة مرافق حكومية وأهداف عسكرية جنوب اليمن، أمام المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب، فيما لا يزال سبعة من المجموعة فارين. ووجهت إليهم تهمة «الاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية استهدفت مهاجمة أفراد الجيش في النقاط العسكرية والمنشآت والمرافق الحكومية».
وحسب القرار الاتهامي، نفذت الأعمال المنسوبة إلى المجموعة بين 2007 وشهر نيسان 2009، وأدّت إلى مقتل أحد أفراد الشرطة وإصابة عدد آخر، إلا أن المتهمين أنكروا التهم.
(أ ف ب، يو بي آ ي)