فراس خطيبوعلى الرغم من التوترات في تلك المرحلة، إلاّ أن قادة الشرق الأوسط اعتادوا على مشهد سياسي طغى عليه دعم غير مسبوق من الولايات المتحدة لإسرائيل على مدار ثماني سنوات من حكم جورج بوش الابن، الذي بعث إلى أرييل شارون برسالة الضمانات الرافضة للانسحاب الاسرائيلي حتى حدور الرابع من حزيران 1967، والتي ألغت أيضاً حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وفي المرحلة التي تلت غياب شارون، دعمت الإدارة الأميركية حكومة إيهود أولمرت وخياراته السياسية، وأيّدت حربين إسرائيليتين على لبنان وغزة في أقل من ثلاث سنوات.
وأسهم ضيق رؤية الجمهوريين برئاسة بوش الابن وعدائيتهم، بدفع العرب والفلسطينيين إلى «الحنين» لأيام الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، علماً بأنه كان من أكبر الداعمين لإسرائيل.
وبالعودة إلى عهد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، فإن الأمور تبدو مختلفة عن إدارة بوش. وهنا تجب الإشارة إلى جملة من المتغيرات الحاصلة. فقد اختار أوباما الرياض والقاهرة لا تل أبيب للقيام بأولى زياراته إلى الشرق الأوسط. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار البيت الأبيض كضيف ثاني بعدما سبقه الملك الأردني عبد الله الثاني.
لكن في مقابل هذه الاختلافات، لم تستطع الإدارة الاميركية أن تفرض على إسرائيل قرارات خصوصاً بكل ما يتعلق بالمسار الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، فالسياق التاريخي يظهر أن العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين كانت فوق الخلافات، ما يرجح إيجاد الدولتين صيغة لتجنّب اندلاع أية ازمة بينهما.