أفصح الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن بعض ما دار في اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، مؤكداً تمسّك الأخير بخيار الدوليتن أساساً لحل القضية الفلسطينية، واقتناع الأول بضروة الحل مقدمة لإرساء السلام في المنطقة
القاهرة ــ الأخبار
استبق الرئيس المصري محمد حسني مبارك زيارة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل للقاهرة بإعلانه أنه لمس من الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما الأخير في القاهرة، «تفهّماً واستعداداً» لحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين. وقال مبارك، في حديث إلى التلفزيون المصري بثّت وكالة أنباء الشرق الأوسط فقرات منه، إن أوباما أشار إلى «ضرورة أن يساعده الإسرائيليون في وقف الاستيطان والفلسطينيون في وحدة كلمتهم». ورأى أن «إسرائيل ستوافق على حل الدولتين، وليس لها مفرّ من هذا».
أما عن المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال مبارك «قلت له لا مفر، ستكون هناك دولة إسرائيلية ودولة عربية». وأوضح أن «أي عملية للسلام نحن مهتمون بها لأنها استقرار للمنطقة بالكامل، ومصر عانت كثيراً من عدم وجود سلام في المنطقة». بدوره، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مبادرة السلام العربية «تبقى أحد الأسس الرئيسية التي تتمسك بها بلاده لتحقيق التسوية الفلسطينية المبتغاة». ورأى أن أهمية زيارة المبعوث الأميركي، الذي وصل أمس إلى القاهرة، تكمن في أنها تأتي في أعقاب خطاب أوباما الذي أكد فيه الحاجة إلى تعامل جاد وقوي باتجاه التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وكذلك في ضوء مشاورات الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي التي تمت أول من أمس في العاصمة المصرية.
وأشار أبو الغيط إلى أن الوفد المصري الذي زار واشنطن أخيراً، وكذلك كل المشاورات التي دارت في القاهرة منذ زيارة أوباما، يكشفان عن تصميم أميركي على التحرك في اتجاه دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للبدء بمفاوضات جادة، تقوم على رؤية المجتمع الدولي للتسوية النهائية التي تستهدف تحقيق فكرة الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن. من جهةٍ ثانية، وفي ما بدا أنه بمثابة أول اعتراف رسمي بوجود مشاكل تخصّ قبائل النوبة في مصر، وصف الرئيس المصري أهالي النوبة بـ«أهلنا وأبناء مصر كغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى»، مؤكداً أن الدولة مسؤولة عن تنميتهم.
وقال مبارك، خلال تفقّده وافتتاحه لعدد من المشاريع في محافظة أسوان، «نحن جميعاً مسؤولون عن تنمية النوبة. أما أي فرد آخر من الخارج يريد أن يزايد على ذلك فلن ينجح أبداً، فالمزايدون لهم حسابات أخرى ومدفوعون من الخارج ولهم مصالحهم الشخصية. وأنا شخصياً لا أسمع كلام هؤلاء المزايدين، لأن من يزايد في الخارج هو مدفوع من جهات أخرى». وهو ما فسّر على أنه محاولة لرد الاعتبار إلى النوبة وتأكيد للانهماك الرسمي بأعلى مستوياته بمجموعة التقارير الأمنية التي حذرت من مستقبل المنطقة على الأمن القومي المصري.
ووجه مبارك الحكومة إلى ضرورة تلبية رغبات أهالي النوبة وطلباتهم باعتبارهم «جزءاً لا يتجزأ من نسيج الوطن، مثلهم مثل أبناء مصر في الغربية والشرقية والمنوفية والمحافظات الأخرى».
وقال مبارك، خلال استماعه إلى شرح من وزير الإسكان أحمد المغربي عما نُفّذ في بناء منازل أهالي النوبة، «إننا سنبني بيوت أهالي النوبة ونمنحهم الأراضي لأن لنا مصلحة في تعمير هذا الجزء من أرض مصر وتنميته كما هي مصلحة أهالي النوبة أنفسهم». ورأى أن «الاهتمام بتنمية النوبة بدأ منذ فترة طويلة قبل ظهور المزايدين»، لافتاً إلى أنه سبق أن وجه الحكومة إلى ضرورة التنسيق مع الأهالي لاختيار المناطق المتقاربة لبناء المساكن، توفيراً لشبكات البنية الأساسية والمرافق.