في زيارة هي الثانية من نوعها، أجرى المبعوث الخاص للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، أمس، لقاءات في قطاع غزة مع المسؤولين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص ومسؤولين عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة
غزة ــ الأخبار
قام المبعوث الخاص للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، أمس بزيارته الثانية إلى قطاع غزة، خصّصها للاطلاع على احتياجات الفلسطينيين عبر عقده سلسلة من اللقاءات مع شخصيات مستقلة وممثلين عن القطاع الخاص، بحضور مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» في غزة جون جينغ. وقال بلير، في مؤتمر صحافي عقده في مقر «أونروا»، «عدت إلى غزة للتحري ميدانياً من الفلسطينيين مباشرة عن الوضع الصعب الذي يعيشونه هنا». واعتبر أنه «من المهم جداً أن نستمر بالاهتمام بالوضع الإنساني المتدهور في غزة»، داعياً في الوقت نفسه إلى «تواصل عملية البنى التحتية المستقبلية للدولة الفلسطينية مع استمرار المفاوضات».
وشدد بلير على ضرورة أن يقف القطاع الصناعي الفلسطيني على قدميه لبناء مستقبل أفضل. وقال «كما ساعدنا الرئيس محمود عباس وحكومة رئيس الوزراء سلام فياض في رام الله، يجب أن نساعد الناس في قطاع غزة من أجل بناء حياتهم ودعم رجال الأعمال الفلسطينيين»، موضحاً أن «مضيّ عامين منذ سيطرة حماس على غزة يجعلنا نعيد النظر في كيفية تطوير القطاع، والذي يجب أن يصاحبه تغيير السياسات، سواء من قبل الحكومة الإسرائيلية أو حركة حماس».
ورداً على رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حق عودة اللاجئين في خطابه أول من أمس، قال بلير إن «خطاب نتنياهو هو خطوة إلى الأمام، وما يهمنا الآن هو تغيّر الواقع في غزة كما نغيره في الضفة الغربية، وفتح الطرق والمعابر». ورأى أن الأشهر المقبلة ستشهد جدالاً كبيراً بشأن إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وطالب «السكان (بأن يكونوا) على يقين من أن هناك آفاقاً لمستقبل دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام»، ملمحاً إلى الحل الذي تنص عليه «خريطة الطريق».
ووعد بلير بأنه سيعمل على تغيير الأوضاع في القطاع نحو حياة أفضل للفلسطينيين، قائلاً «نحن مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية على أساس حقيقي يضمن القبول بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل الآمنة». وأضاف «رغم الاحترام لاحتياجات إسرائيل الأمنية ومصير الجندي الأسير في قطاع غزة (جلعاد شاليط) إلا أنه لا يجب أن تترك الأوضاع في القطاع على هذا النحو من المعاناة». وأضاف بلير أن «الأطفال في قطاع غزة لديهم طاقة هائلة ومواهب، ويجب أن تستغل بصورة إيجابية وبنّاءة، ولكن على الجانب الآخر من الحدود يجب ألا يعيش أطفال سديروت في خوف ورعب، ويجب العمل على بناء مستقبل أفضل للجانبين».
من جهةٍ ثانية (أ ف ب)، أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مارتن اهويغهيان اهومويبهي، أن البعثة التي كلفها المجلس التحقيق في كل الانتهاكات المفترضة خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ستعود إلى القطاع نهاية الشهر الجاري، لإجراء المزيد من التحقيقات.
وقال اهومويبهي «لم يفقد أعضاء البعثة الأمل» في التوجه إلى جنوب إسرائيل والضفة الغربية «رغم أن ذلك لم يكن ممكناً لأنهم لم يحصلوا على رد إيجابي من الحكومة الإسرائيلية على طلباتهم المتكررة للتعاون». وأوضح أن البعثة التي يقودها ريتشارد غولدستون تعتزم خلال زيارتها المقبلة «تنظيم جلسات استماع علنية حول بعض المواضيع المفوضة للبحث فيها»، على أن ترفع تقريرها النهائي خلال الدورة الثانية عشرة لمجلس حقوق الإنسان في أيلول المقبل.