اشتكى الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة الأرمينية يريفان، أمس، من شلل عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه «لا شريك إسرائيلياً للسلام الآن، ولا نرى هذا الشريك في المستقبل القريب». ولأنّ الشكوى سادت المواقف، كان لا بدّ للرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان أن يعرض بدوره على ضيفه همومه القومية، بدءاً من أزمة إقليم ناغورنو كراباخ مع الجارة ـــــ العدوة آذربيجان والعلاقات المتحسّنة بين يريفان وأنقرة.ورأى الأسد، في أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة الأرمينية، أن غياب الشريك الإسرائيلي «لا يعني أن نتوقف عن الحديث أو العمل من أجل السلام»، مشدداً على أهمية أن يكون هناك «خطة للسلام جاهزة للتنفيذ» لكي يُعمَل بها فور توافر شريك في تل أبيب.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاته مع ساركسيان، شدد الأسد على «عمق العلاقات بين البلدين رسمياً وشعبياً»، وعبّر عن ارتياحه الكبير «للخطوات التي جرت بشأن العلاقات التركية ـــــ الأرمينية»، عارضاً عمل دمشق لدفع هذه العلاقات قدماً «انطلاقاً من العلاقة القوية التي تربط بين سوريا وأرمينيا من جهة، وبين سوريا وتركيا من جهة أخرى».
وكشف الأسد أنه استمع من مضيفه إلى رؤيته بالنسبة إلى موضوع كاراباخ، معرباً عن أمله «ألا يصبح مشكلة مزمنة، لأن المشاكل المزمنة كما تعلّمنا في الشرق الأوسط تصبح أكثر تعقيداً وأكثر استعصاءً على الحل».
وقال الرئيس السوري «أردت الاستماع إلى وجهة نظر الرئيس ساركسيان قبل زيارتي الأولى إلى آذربيجان التي ستكون في القريب العاجل، لكي نرى كيف يمكن أن نساعد في حل هذه المشكلة، إن كان هناك إمكان لهذه المساعدة».
بدوره، ذكّر ساركسيان بما قاله الرئيس الراحل حافظ الأسد، أثناء زيارته إلى أرمينيا، إن «سوريا هي الوطن الثاني للأرمن»، مركزاً على ضرورة تعزيز العلاقات التجارية البينية»، وهو ما سيبدأ مع افتتاح منتدى رجال الأعمال في يريفان اليوم.
وكشف ساركسيان عن توقيعه مع الأسد على وثائق عدة تساعد على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما اتفاقية تشجيع الاستثمارات وحمايتها.
وفي سياق «الزيارة التاريخية» للأسد إلى أرمينيا، عقد مساء أمس لقاء مع رئيس الوزراء الأرميني تيغران سارغسيان، حيث كان الإجماع على الإرادة المشتركة لدى الطرفين بتطوير علاقاتهما «وصولاً إلى جعلها الحلقة الرئيسية التي تربط بين الشرق الأوسط وجنوب القوقاز».
كذلك جرى بحث العلاقات الاقتصادية وأهمية تعزيزها عبر زيادة التبادل التجاري والاستثمارات في البلدين، عبر الإعداد الجيّد للقاء اللجنة المشتركة السورية ـــــ الأرمينية العام الجاري.
ويرافق الأسد في زيارته التي تنتهي اليوم وزير خارجيته وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر حسني لطفي وآخرون.
(سانا)